اسم الکتاب : ذكرى الشيعة في أحكام الشريعة المؤلف : الشهيد الأول الجزء : 2 صفحة : 440
الأكثر[1]
لعموم وَ سٰارِعُوا إِلىٰ مَغْفِرَةٍ مِنْ
رَبِّكُمْ[2] و
لقوله تعالى وَ هُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَ
النَّهٰارَ خِلْفَةً[3]. فعنهم عليهم السلام: «هو لمن جعل على نفسه شيئا من الخير من صلاة
أو ذكر، فيفوته ذلك من الليل فيقضيه بالنهار، أو يشتغل بالنهار فيقضيه بالليل»[4]. و عن عنبسة العابد في تفسيرها: «قضاء
صلاة الليل بالنهار، و قضاء صلاة النهار بالليل»[5] و كان علي بن الحسين عليهما السلام يفعل ذلك[6].
و روى ابن
أبي قرة- رحمه اللّٰه- بإسناده إلى إسحاق بن حماد، عن إسحاق بن عمار، قال:
لقيت أبا عبد اللّٰه عليه السلام بالقادسية عند قدومه على أبي العباس، فاقبل
حتى انتهينا الى طيزناباذ[7] فإذا نحن برجل على
ساقية يصلي و ذلك ارتفاع النهار، فوقف عليه أبو عبد اللّٰه عليه السلام و
قال: «يا عبد اللّٰه اي شيء تصلي؟» فقال: صلاة الليل فاتني أقضيها بالنهار.
فقال: يا معتب حط رحلك حتى نتغدى مع الذي يقضي صلاة الليل. فقلت: جعلت فداك تروي فيه
شيئا؟ فقال: «حدثني أبي، عن آبائه، قال: قال رسول اللّٰه صلّى اللّٰه
عليه و آله: انّ اللّٰه يباهي بالعبد يقضي صلاة الليل بالنهار، يقول: يا
ملائكتي انظروا الى عبدي كيف يقضي ما لم أفترض عليه، أشهدكم اني قد غفرت له».
و عن ابن
أبي عقيل عنهم عليهم السلام في تفسير قوله تعالى الَّذِينَ
هُمْ عَلىٰ صَلٰاتِهِمْ دٰائِمُونَ[8]، اي:
يدومون على أداء السنّة، فان فاتتهم بالليل
[1]
راجع: المبسوط 1: 128، الوسيلة: 84، شرائع الإسلام 1: 64، مختلف الشيعة: 149.