اسم الکتاب : مفتاح الکرامة فی شرح قواعد العلامة (ط-جماعة المدرسين) المؤلف : الحسيني العاملي، السید جواد الجزء : 5 صفحة : 66
.......... ______________________________ الّذی یبقیٰ علی الأرض عند الزوال الّذی یعبّر عنه بظلّ القامة و هو یختلف بحسب الأزمنة و البلاد مرّة یکثر و مرّة یقلّ. و إنّما تطلق علیه القامة فی زمان یکون مقداره ذراعاً، فإذا زاد الفیء أعنی الّذی یزید من الظلّ بعد الزوال بمقدار ذراع حتّی صار مساویاً للظلّ فهو أوّل الوقت للظهر، و إذا زاد ذراعین فهو أوّل الوقت للعصر. و أمّا قوله علیه السلام: «فإذا کان ظلّ القامة أقلّ أو أکثر کان الوقت محصوراً بالذراع و الذراعین» فمعناه أنّ الوقت إنّما یضبط حینئذٍ بالذراع و الذراعین خاصّة دون القامة و القامتین. و أمّا التحدید بالقدم فأکثر ما جاء فی الحدیث فإنّما جاء بالقدمین و الأربعة أقدام و هو مساوٍ للتحدید بالذراع و الذراعین، و ما جاء نادراً بالقدم و القدمین فإنّما ارید بذلک تخفیف النافلة و تعجیل الفریضة طلباً لفضل أوّل الوقت فالأوّل. و لعلّ الإمام علیه السلام إنّما لم یتعرّض للقدم عند تفصیل الجواب لتبیّنه لما استشعر من السائل عدم اهتمامه بذلک و أنه إنّما کان أکثر اهتمامه بتفسیر القامة و طلب العلّة فی تأخیر أوّل الوقت إلیٰ ذلک المقدار. و علیٰ هذا التفسیر لا یکون الخبر متهافتاً و لا یرد علیه شیء من تلک المؤاخذات إلّا أنه یصیر جزئیاً مختصّاً بزمان خاصّ و مخاطب مخصوص، و لا بأس بذلک. و فی «التهذیب [1]» فسّر القامة فی هذا الخبر بما یبقی عند الزوال من الظلّ، سواء کان ذراعاً أو أقلّ أو أکثر، و جعل التحدید بصیرورة الفیء الزائد مثل الظلّ الباقی کائناً ما کان. و اعترضوا [2] علیه بما ذکرنا من أنه یقتضی اختلافاً فاحشاً فی الوقت و من أنه یقتضی التکلیف بعبادة یقصر عنها الوقت کما إذا کان شیئاً یسیراً جداً .. الخ. و یریدون بالعبادة النافلة، لأنّ التأخیر عن الزوال إنّما هو للإتیان بها. و نحن نقول: الاختلاف غیر لازم و ذلک لأنّ کلّ بلد أو زمان یکون الظلّ الباقی شیئاً یسیراً (1) تهذیب الأحکام: ب 4 من أبواب المواقیت ذیل ح 63 ج 2 ص 23. (2) منهم السیّد فی المدارک: مواقیت الصلاة ج 3 ص 68.
اسم الکتاب : مفتاح الکرامة فی شرح قواعد العلامة (ط-جماعة المدرسين) المؤلف : الحسيني العاملي، السید جواد الجزء : 5 صفحة : 66