مفتاح الکرامة فی شرح قواعد العلامة (ط-جماعة المدرسين) - الحسيني العاملي، السید جواد

اسم الکتاب : مفتاح الکرامة فی شرح قواعد العلامة (ط-جماعة المدرسين) المؤلف : الحسيني العاملي، السید جواد الجزء : 5 صفحة : 65

..........
______________________________
إلیه فی حدیث [1] تعریف الزوال، و کان [2] رحل رسول اللّٰه صلی الله علیه و آله الّذی کان یقیس به الوقت أیضاً ذراعاً، فلأجل ذلک کثیراً ما یعبّر عن القامة بالذراع و عن الذراع بالقامة. و ربما یعبّر عن الظلّ الباقی عند الزوال من الشاخص بالقامة أیضاً و کأنه کان اصطلاحاً معهوداً. و بناء هذا الحدیث علی إرادة هذا المعنی کما تطّلع علیه. ثمّ إنّ کلًّا من هذه الألفاظ قد یستعمل لتعریف أوّل وقتی فضیلة الفریضتین کما فی هذا الحدیث، و قد یستعمل لتعریف آخر وقتی فضیلتهما فی أخبار اخر. فکلّما یستعمل لتعریف الأوّل فالمراد به مقدار سبعی الشاخص، و کلّما یستعمل لتعریف الآخر فالمراد به مقدار تمام الشاخص. ففی الأوّل یراد بالقامة الذراع، و فی الثانی بالعکس. و ربما یستعمل لتعریف الآخر ظلّ مثلیک و ظلّ مثلیک و یراد بالمثل القامة. و الظلّ قد یطلق علی ما یبقیٰ عند الزوال خاصّة و قد یطلق علی ما یزید بعد ذلک فحسب الّذی یقال له الفی‌ء من فاء یفی‌ء إذا رجع، لأنه إذا کان أوّلًا موجوداً ثمّ عدم ثمّ رجع، و قد یطلق علی مجموع الأمرین. فاشتراک هذه الألفاظ صار سبباً لاشتباه الأمر فی هذا الخبر.
إذا عرف هذا فمراد السائل أنه ما معنی ما جاء فی الحدیث من تحدید أوّل وقت فریضة الظهر و أوّل وقت فریضة العصر تارةً بصیرورة الظلّ قامة و قامتین و اخریٰ بصیرورته ذراعاً و ذراعین و اخریٰ قدماً و قدمین؟ و جاء من هذا القبیل من التحدید مرّة و من هذا اخری؟ فمتیٰ هذا الوقت الّذی یعبّر عنه بألفاظ متباینة المعانی؟ و کیف یصحّ التعبیر عن شی‌ء واحد بمعانٍ متعدّدة؟ مع أنّ الظلّ الباقی عند الزوال قد لا یزید علی نصف القدم فلا بدّ من مضیّ مدّة مدیدة حتّی یصیر مثل قامة الشخص، فکیف یصحّ تحدید أوّل الوقت بمضیّ مثل هذه المدّة الطویلة من الزوال؟ فأجاب علیه السلام بأنّ المراد بالقامة الّتی یحدّ بها أوّل الوقت الّتی هی بإزاء الذراع لیس قامة الشخص الّذی هو ثابت غیر مختلف بل المراد به مقدار ظلّها

(1) وسائل الشیعة: باب 11 من أبواب المواقیت ح 4 ج 3 ص 120.
(2) وسائل الشیعة: باب 8 من أبواب المواقیت ح 16 ج 3 ص 106.

صيغة PDF

شهادة

الفهرست