مفتاح الکرامة فی شرح قواعد العلامة (ط-جماعة المدرسين) - الحسيني العاملي، السید جواد

اسم الکتاب : مفتاح الکرامة فی شرح قواعد العلامة (ط-جماعة المدرسين) المؤلف : الحسيني العاملي، السید جواد الجزء : 5 صفحة : 64

..........
______________________________
الظلّ و ذلک أنّ ظلّ القامة یختلف مرّة یکثر و مرّة یقلّ و القامة قامة أبداً لا تختلف، ثمّ قال: ذراع و ذراعان و قدم و قدمان فصار ذراع و ذراعان تفسیر القامة و القامتین فی الزمان الّذی یکون فیه ظلّ القامة ذراعاً و ظلّ القامتین ذراعین، فیکون ظلّ القامة و القامتین و الذراع متّفقین فی کلّ زمان معروفین مفسّر أحدهما بالآخر مسدّداً به، فإذا کان الزمان یکون فیه ظلّ القامة ذراعاً کان الوقت ذراعاً من ظلّ القامة و کانت القامة ذراعاً من الظلّ، و إذا کان ظلّ القامة أقلّ أو أکثر کان الوقت محصوراً بالذراع و الذراعین، فهذا تفسیر القامة و القامتین و الذراع و الذراعین».
و قد ردّها جماعة [1] للجهل و الإرسال، و آخرون بالتهافت، و بأنها إنّما تدلّ علی المطلوب لو کان الکلام فی آخر الوقت الأوّل و الأظهر أنه فی أوّله، مع أنّ التوقیت بغیر المنضبط لا معنی له، و قد ینتفی الظلّ رأساً فتعدم المماثلة، و قد لا یفی المماثل بالصلاة [2] بل قال فی «فوائد القواعد [3]»: إنّه قول شنیع. و قد یقال [4]: لا یضرّ إرسالها لکون المرسل من أصحاب الإجماع کما ظنّه أکثر المتأخّرین، علی أنه قال فی «الإیضاح [5]»: یعضدها عمل الأکثر، انتهی، و التهافت لا نسلّمه. و بیان ذلک یستدعی معرفة امور یتبیّن بها المراد من الخبر.
فنقول: قد تقرّر عندهم أنّ قامة کلّ إنسان سبعة أقدام بأقدامه و ثلاث أذرع و نصف بذراعه. و الذراع قدمان، فلذلک یعبّر عن السبع بالقدم و عن طول الشاخص الّذی یقاس به الوقت بالقامة و إن کان فی غیر الإنسان. و قد جرت العادة بأن تکون قامة الشاخص الّذی یجعل مقیاساً لمعرفة الوقت ذراعاً، کما اشیر

(1) منهم: الفاضل الهندی فی کشف اللثام: فی الوقت ج 3 ص 26، و المحقّق فی المعتبر: فی الوقت ج 2 ص 50، و السیّد فی المدارک: مواقیت الصلاة ج 3 ص 68.
(2) راجع المدارک و کشف اللثام المذکورین فی الهامش، و الحدائق: ج 6 ص 145 148، و الذکری: ج 2 ص 329.
(3) فوائد القواعد: فی الوقت ص 45 (مخطوط فی مکتبة المرعشی برقم 4242).
(4) لم نجد هذا القائل فی کتب الاستدلال، نعم هو مذکور فی کتب الرجال فراجع. و یمکن أن ینقله عن مجلس البحث.
(5) إیضاح الفوائد: کتاب الصلاة ج 1 ص 74.

صيغة PDF

شهادة

الفهرست