اسم الکتاب : مفتاح الکرامة فی شرح قواعد العلامة (ط-جماعة المدرسين) المؤلف : الحسيني العاملي، السید جواد الجزء : 14 صفحة : 37
.......... ______________________________ و بالجملة: لا معنی للإشکال فی هذا المقام، و لذا تراه فی «السرائر [1]»- و هو ممّن یذهب إلی أنّ المدار علی الاتحاد فی الاسم فی مسألة الحنطة و الشعیر- وافق فی المقام مدّعیا علی جملة من موارده الإجماع. و هذا الحکم مختصّ بباب الربا، لما عرفت، و أمّا ما عداه فلا نزاع فی ترتّب الأحکام و دورانها مدار صدق الاسم، فسقط أیضا الاستناد فی الشکّ المذکور إلی ما لو حلف أن لا یأکل أحدهما فإنّه لا یحنث بأکل الآخر. و أمّا المقام الثانی الّذی تأمّل فیه المولی المقدّس الأردبیلی فهو قولهم (قوله- خ ل) بعدم التفاضل بین الحنطة و الدقیق، مع أنّ الحنطة إذا جعلت دقیقا تزید، فإن اختار الوزن حصلت الزیادة باعتبار الکیل، و إن اختار الکیل حصلت باعتبار الوزن. فجوابه: أنّ ذلک مسلّم لکنّ الأخبار و فتاوی الأصحاب توافقتا علی اغتفار هذه الزیادة. و الوجه فیه أنّ اغتفارها لأجل المئونة، کما صرّح به فی صحیحة محمّد بن مسلم عن أبی جعفر علیه السّلام قال: قلت: ما تقول فی البرّ بالسویق؟ فقال: مثلا بمثل لا بأس به، قلت: إنّه یکون له ریع فیه فضل؟ فقال: أ لیس له مئونة؟ قلت: بلی، قال: هذا بهذا [2] و حاصله ما ذکرنا، فیکون قد باعه فی القوّة و التقدیر دقیقا بدقیق، و لیس بیع الرطب بالتمر الیابس مثله، إذ لا مئونة فی یبس التمر، فالفرق واضح. و قول السائل «إنّه یکون له ریع فیه فضل» لعلّه أراد به أنّه إذا بیع أحدهما بالآخر کیلا لأنّهما من المکیلات، فإنّ الحنطة تکون أثقل، و السویق- و هو الدقیق المقلوّ- أخفّ، فیحصل الریع و الزیادة فی الحنطة، أو أراد أنّ البرّ یزید إذا خبز بخلاف السویق، فلیتأمّل. فقد تحصّل: أنّ الاختلاف فی الاسم لا یکفی فی اختلاف الجنس إلّا مع عدم (1) السرائر: فی الربا و أحکامه ج 2 ص 260 و 264. (2) وسائل الشیعة: ب 9 فی أبواب الربا ح 1 ج 12 ص 440.
اسم الکتاب : مفتاح الکرامة فی شرح قواعد العلامة (ط-جماعة المدرسين) المؤلف : الحسيني العاملي، السید جواد الجزء : 14 صفحة : 37