اسم الکتاب : مفتاح الکرامة فی شرح قواعد العلامة (ط-جماعة المدرسين) المؤلف : الحسيني العاملي، السید جواد الجزء : 12 صفحة : 439
.......... ______________________________ المنیر [1]» و قاله ابن فارس [2] و الأزهری [3] و نحوه ما فی «القاموس [4]» من أنّه المسکة من الرزق و هو المعروف فی العرف، و عدم شرائه للتجارة أعمّ ممّا کان للقوت أو للکسوة أو الهدیة إلی غیر ذلک، و ما الّذی جاء بالضرورة فی عبارة «المسالک» مع التقیید بکون الشراء بمائة أو أکثر و الخبر لم یتضمّن ذلک، لأنّه لا یکره مع الضرورة و إن اشتری بأقلّ من ذلک للقوت أو لغیره. نعم التوزیع قد یستفاد من الخبر، لأنّه لا بدّ منه إذا اشتری منه اثنان أو ثلاثة. و قد یقال [5]: إنّه موافق لعبارة الدروس، إذ الضرورة ممّا لا بدّ من استثنائها عقلًا، و لا کذلک هی فی عبارة «المسالک» فلیلحظ ذلک فإنّه دقیق و لا أری من تنبّه له، و لیس مستند الشهیدین فی الباب غیر الخبر المذکور. نعم هناک خبران [6] أحدهما صریح فی أنّه إنّما یحرم و یکون رباً إذا ظهر الحقّ و قام قائمنا أهل البیت علیه السلام و أمّا الیوم فلا بأس أن تربح علیه، و الآخر دالّ علی الربح و عدم الربا و تکذیب الناس فیما یقولون من أنّ الربح علی المضطرّ حرام. و هناک إشکال آخر یرد علی الجمیع إذا فسّرنا الحاجة و الضرورة فی کلامهم بقوت الیوم، لأنّ الّذی استمرّت علیه الطریقة فی الأعصار و الأمصار أنّ التجّار یبیعون و یربحون أزید من قوت الیوم و ما امتنع أحد منهم من الربح علی المؤمن، لأنّه مکروه، و أین إذاً ما دلّ علی استحباب الربح و التوسعة علی العیال و الاستعانة بالدنیا علی الدین إلی غیر ذلک، و کیف صار أوثق أصحابنا محمّد بن أبی عمیر (1) المصباح المنیر: ص 518 مادّة «القوت». (2) مجمل اللغة: ج 3 ص 737 مادّة «قوت». (3) تهذیب اللغة: ج 9 ص 254 مادّة «قوت». (4) القاموس المحیط: ج 1 ص 155 مادّة «القوت». (5) لم نعثر علی قائله حسب ما تصفّحناه، فراجع لعلّک تجده إن شاء اللّٰه. (6) أمّا الأول ففی وسائل الشیعة: ب 10 من أبواب آداب التجارة ح 4 ج 12 ص 294، و أمّا الثانی ففی تهذیب الأحکام: فی فضل التجارة و آدابها ح 78 ج 7 ص 18.
اسم الکتاب : مفتاح الکرامة فی شرح قواعد العلامة (ط-جماعة المدرسين) المؤلف : الحسيني العاملي، السید جواد الجزء : 12 صفحة : 439