اسم الکتاب : مصباح الفقيه المؤلف : الهمداني، آقا رضا الجزء : 2 صفحة : 231
ولا ينافي ما ذكرناه قوله عليهالسلام : «للمرائي ثلاث علامات : ينشط إذا رأى الناس , ويكسل إذا كان وحده , ويحبّ أن يحمد في جميع أموره» [١].
ضرورة كون كلّ واحد من العلائم علامة في الغالب لا من اللوازم التي لا تنفكّ , وإلّا لعارضها الحسنة السابقة وغيرها من الروايات الأخر.
هذا , مع أنّ النشاط برؤية الناس يستلزم غالبا تغيير الكيفيّة , فلا ينفكّ غالبا عن المدخليّة في التأثير , والرواية منزلة على الغالب , والكلام في فرض عدم التأثير.
وليعلم أنّه لا فرق في بطلان العمل الرياء بين حصول قصده من أوّل العمل أو في أثنائه لو تشاغل بجزء منه واقتصر عليه , لأنّ بطلان الجزء يستلزم بطلان الكلّ بديهة , وأمّا لو لم يتشاغل بشيء من الأجزاء حال عروض قصد الرياء وأتى بباقي الأجزاء بعد زوال قصد الرياء , فلا ينبغي التأمّل في صحّة العمل.
وما يتراءى من منافاته لما ذكروه من اعتبار استدامة النيّة حكما إلى آخر العمل , ففيه ما سيجيء توضيحه من أنّ المراد اعتبارها حال الاشتغال بأجزاء العمل حتى لا يكون شيء منها لا عن نيّة , لا أنّ نيّة رفع اليد عن الوضوء في أثناء الوضوء ـ كالحدث ـ مبطل للوضوء , ومخرج للأجزاء السابقة عن قابليّة الإتمام , وأمّا لو تشاغل بجزء منه وارتدع عن قصده وتداركه قبل فوات محلّه , فالأقوى أيضا صحّته لو لم يكن التدارك مخلّا من جهة أخرى , كفوات الموالاة في الوضوء أو الزيادة العمديّة في
[١]الكافي ٢ : ٢٥٩ ـ ٨ , الوسائل , الباب ١٣ من أبواب مقدّمة العبادات , الحديث ١.
اسم الکتاب : مصباح الفقيه المؤلف : الهمداني، آقا رضا الجزء : 2 صفحة : 231