اسم الکتاب : مصباح الفقيه المؤلف : الهمداني، آقا رضا الجزء : 14 صفحة : 479
أنّه في حدّ ذاته من الجمع المقبول الذي لا يحتاج إلى شاهد خارجي.
واستدلّ للقول بالترتيب : بإطلاق خبر المشرقي [١] المتقدّم , الذي قد عرفت أنّ مقتضى الجمع بينه وبين إطلاق الأمر بالصوم أو الإطعام في سائر الأخبار : الحمل على الوجوب التخييري.
وبما رواه الصدوق في الفقيه عن عبد المؤمن بن القاسم الأنصاري عن أبي جعفر ـ عليهالسلام : أنّ رجلا أتى النبي ـ صلىاللهعليهوآله ـ , فقال : هلكت وأهلكت , قال : وما أهلكك؟ قال : أتيت امرأتي في شهر رمضان وأنا صائم ؛ فقال النبي ـ صلىاللهعليهوآله ـ : أعتق رقبة ؛ قال : لا أجد ؛ قال : فصم شهرين متتابعين ؛ فقال : لا أطيق ؛ قال : تصدّق على ستين مسكينا , قال : لا أجد , فاتي النبي ـ صلىاللهعليهوآله ـ بعذق من مكتل [٢] فيه خمسة عشر صاعا من تمر , فقال النبي ـ صلىاللهعليهوآله ـ : خذها فتصدّق بها , فقال : والذي بعثك بالحق نبيّا ما بين لابتيها [٣] أهل بيت أحوج إليه منّا , فقال : خذه فكله أنت وأهلك فإنّه كفّارة لك [٤].
وأجاب عنه في المدارك أوّلا : بالطعن في السند : بجهالة الراوي , فلا يعارض الأخبار السليمة.
وثانيا : بأنّ أمر النبي ـ صلىاللهعليهوآله ـ بالشيء بعد الشيء ليس صريحا في الترتيب , ولو كان كذلك لوجب تنزيله على الاستحباب , فنكون جامعين بين العمل بالروايتين , وليس كذلك لو