اسم الکتاب : مصباح الفقيه المؤلف : الهمداني، آقا رضا الجزء : 12 صفحة : 284
المؤمنين الذين هم شيعة أمير المؤمنين عليهالسلام[١] هو الجهر به في كلّ موضع كتمه من عداهم , وهو في أوّل كلّ سورة من الفاتحة وغيرها من السّور القرآنيّة من غير فرق بين كونه في الركعتين الأوليين أو غيرهما , كما يؤيّد ذلك فهم الأصحاب وفتواهم , مع أنّ فتواهم بالاستحباب كاف لإثباته من باب المسامحة بعد كون المحلّ قابلا لها , كما هو المفروض , فالقول باستحبابه مطلقا ـ كما هو المشهور ـ أظهر , ولكنّ الأحوط ترك الجهر في الأخيرتين , وأحوط منه اختيار التسبيح , والله العالم.
ثمّ إنّ مقتضى إطلاق ما نسب إلى المشهور : عدم الفرق بين المأموم وغيره.
ولكن لا يبعد دعوى انصراف كلماتهم عنه ؛ إذ المقصود في هذا المقام بيان ما هو وظيفة المصلّي من حيث هو مع قطع النظر عمّا يقتضيه تكليفه حال الائتمام المؤثّر في اختلاف تكليفه في أصل القراءة وكيفيّتها , كبحثهم عن أصل الجهر والإخفات.
قال شيخنا المرتضى رحمهالله في ذيل هذه المسألة ـ بعد موافقته للمشهور في استحباب الجهر بالبسملة مطلقا ـ ما لفظه : وهل يعمّ الحكم ما لو وجب الإخفات لعارض الجماعة , أم لا؟ الظاهر : الثاني ؛ لانصراف هذه الأخبار إلى غيرها , فيبقى إطلاق ما دلّ على الإخفات بالقراءة خلف الإمام ـ مثل قوله عليهالسلام في تلك الأخبار : «قرأ في نفسه بأمّ الكتاب» [٢] وعموم قوله عليهالسلام :«لا ينبغي للمأموم أن يسمع الإمام ما يقوله» [٣] ـ سليما عن المقيّد , مع أنّه