اسم الکتاب : مصباح الفقيه المؤلف : الهمداني، آقا رضا الجزء : 12 صفحة : 283
وأمّا سائر الروايات : فلا يستفاد منها إلّا استحباب الجهر بالبسملة في الصلاة على سبيل الإجمال , وغاية ما يمكن ادّعاؤه أنّه ينسبق إلى الذهن إرادته في المواضع التي كانت التسمية فيها معروفة لديهم , فإن ثبت تعارف القراءة في الأخيرتين في عصرهم أمكن دعوى استفادته من النصوص , وإلّا فلا يخلو عن إشكال.
ولكنّ الذي يهوّن الخطب أنّ ما دلّ على وجوب الإخفات في الأخيرتين لا يعمّ البسملة , فإنّ عمدته الإجماع والسيرة بالتقريب الذي عرفته فيما سبق , وهما لا ينهضان لإثباته في البسملة التي ذهب المشهور إلى استحباب الجهر بها , فلا يبعد حينئذ الالتزام باستحبابه ؛ لما يستشعر بل يستظهر من خبر هارون عن أبي عبد الله عليهالسلام ـ الواردة تعريضا على المخالفين الذين تركوا البسملة في القراءة أو أخفوها ـ رجحان الجهر بها من حيث هي في كلّ موضع شرّعت ولو في غير الصلاة.
قال عليهالسلام : «كتموا (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) فنعم والله الأسماء كتموها , كان رسول الله صلىاللهعليهوآله إذا دخل إلى منزله واجتمعت عليه قريش يجهر بـ (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) ويرفع بها صوته , فتولّي قريش فرارا , فأنزل الله : (وَإِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً)[١]» [٢].
وربما يستشعر من هذه الرواية أنّ المقصود بالأخبار المستفيضة الواردة في الحثّ على الجهر بـ (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) وأنّه من علائم