وعن الصدوق [١] في الفقيه ووالده
في الرسالة ، فقالا بالتخيير في هذه الصورة [٢]. واستوجهه في الذخيرة [٣].
جمعا بين الفريقين
من الأخبار.
وللرضوي المصرّح
بالخيار مع اعتدال الوهم في هذه الصورة [٤].
ويردّ الأوّل :
بعدم التعارض أوّلا ، كما مرّ ، وعدم التكافؤ ثانيا.
وقد يردّ أيضا :
بأنّه جمع بلا شاهد.
ويخدشه أنّ قول
الإمام بالتخيير عند التعارض وعدم الترجيح أقوى الشواهد.
هذا مع أنّ في
نسبته إلى الصدوق نظرا ظاهرا ، كيف؟! وهو قد صرّح في الأمالي بأنّ البناء على
الأكثر من دين الإمامية [٥].
وقال أيضا في
الفقيه : ومن شكّ في الثانية والثالثة والرابعة بنى على الأكثر ، وإذا سلّم أتمّ
ما ظنّ أنّه قد نقص [٦].
وهذا صريح في
موافقة المشهور.
وكأنّ منشأ
الاشتباه في النسبة إليه هنا وفيما تقدّم من الشكّ في الأوليين والثنائيّة
والثلاثيّة كلام له في الفقيه ، بعد تصريحه أوّلا بوجوب الإعادة في الصور الثلاث
المذكورة ، والبناء على الأكثر في ما مرّ ، ثمَّ ذكره صورا كثيرة من الشك وبيان
حكمها ، ثمَّ ذكره أخبارا أخر ، حيث قال : وليست هذه الأخبار مختلفة ، وصاحب هذا
السهو بالخيار بأيّ خبر منها أخذ [٧].
فأرجع كثير من
المتأخّرين الإشارة إلى جميع ما تقدّم من المسائل المتفرّقة ،
[١] أي : وخلافا
للمحكي عن الصدوق .. ، في الصورة الأولى ، وهو الشك بين الثانية والثالثة.