اعلم أنّه إذا
أنكر المدّعى عليه ما ادّعي عليه فلا يخلوأمّا أن يكون الحاكم عالما بالحال أو لا
، وعلى الثاني فإمّا تكون للمدّعي بيّنة أم لا ، فهاهنا مقامان :
المقام
الأول
فيما إذا كان الحاكم عالما
وقد عرفت أنّ
الحقّ أنّه يقضي حينئذ بعلمه مطلقا ، ولكن بقيت هنا مسائل ينبغي التنبيه عليها :
المسألة
الاولى : لو كان الحاكم
حكم في الواقعة بحكم سابقا ـ بعلمه أو بغيره من الإقرار أو البيّنة أو اليمين ـ وتذكّره
، يقضي بمقتضاه ، سواء تذكّر مستند الحكم السابق أم لا ، لأنّ حكمه أيضا حجّة
تامّة ومستند شرعي ، فهو عالم بحكم الواقعة ، فيشمله مثل قولهم عليهمالسلام : « رجل يقضي
بالحقّ وهو يعلم » [١] وسائر عمومات الحكم.
وإن لم يتذكّر
الحكم ، فإن شهد عدلان بحكمه به فالأصحّ لزوم القضاء به ، وفاقا لوالدي العلاّمة رحمهالله ، لعموم قبول
شهادة العدلين كما يأتي.
[١] الكافي ٧ : ٤٠٧
ـ ١ ، الفقيه ٣ : ٣ ـ ٦ ، التهذيب ٦ : ٢١٨ ـ ٥١٣ ، الوسائل ٢٧ : ٢٢ أبواب صفات
القاضي ب ٤ ح ٦.