والنصوص المذكورة
لا تصلح لرفع اليد عنه. وقد تقدمت الإشارة إلى ذلك في مسألة تقدم الامام.
ومما ذكرنا يظهر
الوجه فيما تسالم عليه الأصحاب ـ ظاهراً ـ من حمل النصوص على الفضل على خلاف
ظاهرها في بدء النظر. والله سبحانه أعلم.
[١] كما حكي عن
جماعة ، منهم العلامة والشهيدان. واستدل عليه في محكي المنتهي بما رواه الجمهور : «
وسطوا الامام ، وسدوا الخلل » [١]. وهو كاف في
الاستحباب ، بناءً على التسامح. ولا ينافيه مرفوع
علي بن إبراهيم : « رأيت أبا عبد الله
(ع) يصلي بقوم ـ وهو الى زاوية في بيته بقرب الحائط ـ ، وكلهم عن يمينه ، ليس على
يساره أحد » [٢] لإمكان دعوى : إجماله ، لأنه حكاية حال.
[٢] إجماعا صريحا
وظاهراً ، محكياً عن جماعة. لخبر
جابر عن أبي جعفر (ع) : « ليكن الذين يلون
الامام منكم أولو الأحلام والنهى ، فان نسي الإمام أو تعايا قوموه. وأفضل الصفوف
أولها ، وأفضل أولها ما دنا من الامام » [٣].
ولكنه أخص من المدعى ، إذ
الفضل لا يختص بالحلم والنهية ، وهما : العقل ، كما أن ولاء الامام لا يعم تمام
الصف. فالعمدة ـ في عموم الدعوى ـ : الإجماع المدعى. وأما ذيل الخبر ـ ومثله ما
تضمن أن الصلاة في الصف الأول كالجهاد في سبيل الله ، كخبر أبي سعيد
[١] كنز العمال ج :
٤ حديث : ٢٩٠٦ في مسألة تسوية الصفوف.
[٢] الوسائل باب :
٢٣ من أبواب صلاة الجماعة حديث : ٦.
[٣] ورد صدر الرواية
في الوسائل باب : ٧ من أبواب صلاة الجماعة حديث : ٢ ، وذيله في باب : ٨ من أبواب
صلاة الجماعة حديث : ١.
اسم الکتاب : مستمسك العروة الوثقى المؤلف : الحكيم، السيد محسن الجزء : 7 صفحة : 355