[١] قد عرفت أن
التلفظ لا دخل له في النية بوجه ، فسبقه غير قادح إلا بلحاظ حكايته عن الخطور ،
ولأجل ما عرفت من أن النية التي بها قوام العمل هي الإرادة النفسية الارتكازية ،
فالمدار يكون عليها ، ولا أثر للخطورات الزائدة التي لا أثر لها في الفعل.
[٢] لأن الإتمام
كان ببعث النية الأولى لا غير ، فغاية الأمر أنه أخطأ في تعيين المنوي ، وذلك مما
لا دخل له في الإتمام ، وليس وجوده مستنداً اليه ، ويشهد بذلك مصحح عبد الله بن المغيرة : قال : في
كتاب « حريز » أنه قال : « اني نسيت أني في صلاة فريضة حتى ركعت وأنا أنويها تطوعا
قال : فقال (ع) : هي التي قمت فيها إذا كنت قمت وأنت تنوي فريضة ثمَّ دخلك الشك
فأنت في الفريضة ، وان كنت دخلت في نافلة فنويتها فريضة فأنت في النافلة ، وان كنت
دخلت في فريضة ثمَّ ذكرت نافلة كانت عليك
مضيت في الفريضة [١]. وخبر معاوية :
قال : « سألت أبا عبد الله (ع) عن رجل قام في الصلاة المكتوبة فسها فظن أنها نافلة
، أو قام في النافلة فظن أنها مكتوبة ، قال (ع) : هي على ما افتتح الصلاة عليه » [٢]. وخبر ابن أبي
يعفور عن أبي عبد الله (ع) : « عن رجل قام في صلاة فريضة فصلى ركعة وهو ينوي أنها
نافلة ، قال عليهالسلام : هي التي قمت فيها