[١] حكى في مفتاح
الكرامة عن الذكرى ، وكشف الالتباس ، والروض وجامع المقاصد ، والمدارك ، وغيرها :
أن لكيفية ركوع الجالس وجهين : أحدهما : أن ينحني بحيث يصير بالنسبة إلى القاعد
المنتصب كالراكع بالنسبة إلى الانتصاب ، فيعرف تلك النسبة ويراعيها. ثانيهما : أن
ينحني بحيث يكون نسبة ركوعه الى سجوده كنسبة ركوع القائم إلى سجوده باعتبار أكمل
الركوع وأدناه ، فإن أكمل ركوع القائم انحناؤه الى أن يستوي ظهره مع مد عنقه ،
فتحاذي جبهته موضع سجوده ، وأدناه انحناؤه الى أن تصل كفاه الى ركبتيه ، فيحاذي
وجهه أو بعضه ما قدام ركبتيه من الأرض ولا يبلغ محاذاة موضع سجوده ، فاذا روعيت
هذه النسبة في حال الجلوس كان أكمل ركوع القاعد أن ينحني بحيث تحاذي جبهته مسجده ،
وأدناه محاذاة ما قدام ركبتيه. انتهى ، وعن جامع المقاصد والروض : أن الوجهين
متقاربان وتبعهما في الجواهر.
أقول : لا يظهر
الفرق بين الوجهين إلا في تعرض الوجه الثاني لبيان أعلى الركوع وأدناه ، وبيان ما
يحاذيه الوجه في النوعين ، وأنه في أحدهما موضع السجود وفي الآخر دونه ، وعدم تعرض
الأول لذلك تفصيلا ، بل أشير إليه ببيان مرتبة الانحناء. ثمَّ إن ما ذكر من محاذاة
الوجه لموضع السجود في الأكمل من الركوع للقائم ينفيه الاختبار ، إذ مع الانحناء
المستوي يندفع عجز المنحني إلى الخلف لئلا يقع على وجهه ، فيحاذي وجهه ما يحاذيه
مع الركوع الأدنى ، وهو الركبتان حال الجلوس أو ما يقرب منهما من الأرض ، أما موضع
المحاذاة حال الركوع الأعلى والأدنى للجالس
اسم الکتاب : مستمسك العروة الوثقى المؤلف : الحكيم، السيد محسن الجزء : 6 صفحة : 331