اسم الکتاب : مسالك الأفهام إلى تنقيح شرائع الإسلام المؤلف : الشهيد الثاني الجزء : 8 صفحة : 295
..........
يضيّق عليه لو لم يجب أم لا؟
و مع ذلك بقي قسم آخر، و هو ما لو ادّعى قدرا و إن قلّ، كما ذكره غيره [1]، و ذكره هو في غيره [2]. و لا يغني عنه ذكر اختلافهما في القدر و أنه راجع إليه، لأن تلك مسألة أخرى غير هذه، إذ أصل هذه دعواها عليه أصل المهر فيقرّ منه بدرهم مثلا، و تلك فرضها دعواها قدرا و اعترافه بأقلّ منه.
و يمكن أن يقال: إن دعوى أصل المهر غير مسموعة، بناء على عدم سماع الدعوى المجهولة، فلا بدّ من تحريرها بالقدر، فيرجع جوابه بالقدر إلى الاختلاف فيه. و على هذا فيكون تركه أجود من قوله في التحرير بعد ذلك: «و لا إشكال لو قدّره بأقلّ ما يصلح أن يكون مهرا» [3] و قول المصنف: «لو قدّر المهر و لو بأرزّة».
و تحرير القول يتمّ بفرض المسألة على أربعة أوجه:
أحدها: أن تدّعي عليه الزوجة بالمهر مطلقا، فيقول: ليس لك عندي مهر.
و هذا أصل المسألة المفروضة.
الثاني: أن تدّعي عليه المهر كذلك، فيقول: نعم، لك عندي درهم مثلا.
الثالث: أن تدّعي عليه ألفا مهرا، فيقول: ليس لك عندي مهر.
الرابع: أن تدّعي عليه كذلك، فيقول: مالك عندي سوى درهم مثلا.
و هذا الرابع هو مسألة اختلافهما في القدر. و سيأتي [4]. و الثلاثة الأول ترجع إلى اختلافهما في أصل المهر.
و الذي اعتمده في هذه المسألة أن جوابه عقيب دعواها المهر مطلقا أو مقدارا إذا وقع بنفيه مطلقا، و كان ممّا يمكن في حقّه البراءة، بأن كان تزويجه مجهول الأصل