اسم الکتاب : مسالك الأفهام إلى تنقيح شرائع الإسلام المؤلف : الشهيد الثاني الجزء : 7 صفحة : 312
..........
لأنّا قد بيّنا أنّ هذا أيضا راجع إلى النسب، لأنّ الأب من الرضاعة كالأب من النسب بمقتضى الخبر، و الامّ منها كالأمّ من النسب، و بنت الزوجة من الرضاع كبنتها من النسب، و أختها و بنت أختها و بنت أخيها و عمّتها و خالتها و غيرها ممّن يحرم بالنسب. فالمصاهرة اللاحقة للأنساب كالمصاهرة اللاحقة لمثلهم من الرضاعة، و بالعكس، عملا بقوله (صلى اللّه عليه و آله و سلّم): «الرضاع لحمة كلحمة النسب» [1] و قوله (صلى اللّه عليه و آله و سلّم): «يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب». و روى أبو عبيدة الحذّاء في الصحيح عن الصادق (عليه السلام) قال:
سمعته يقول: «لا تنكح المرأة على عمّتها و لا على خالتها و لا على أختها من الرضاعة» [2].
و بالجملة: فكلّ ما يحرم بالمصاهرة على الإنسان بواسطة النسب يحرم بواسطة الرضاع. و إنما لم يقولوا: «يحرم من الرضاع ما يحرم من المصاهرة» كما قالوا في النسب لأنّ الذي يحرم بالمصاهرة راجع إلى النسب فاكتفي به.
و المستثنى من أقسام المصاهرة في باب الرضاع هي ملائمات المحرّم بالمصاهرة، كما استثني من المحرّم بالنسب أيضا ملائماته، كما حقّقناه سابقا، فالأمر فيهما بالسويّة.