اسم الکتاب : مسالك الأفهام إلى تنقيح شرائع الإسلام المؤلف : الشهيد الثاني الجزء : 5 صفحة : 233
[الثانية: إذا ادّعى الصانع أو الملّاح أو المكاري هلاك المتاع، و أنكر المالك، كلّفوا البيّنة]
الثانية: إذا ادّعى الصانع أو الملّاح (1) أو المكاري هلاك المتاع، و أنكر المالك، كلّفوا البيّنة. و مع فقدها يلزمهم الضمان. و قيل: القول قولهم مع اليمين، لأنهم أمناء. و هو أشهر الروايتين. و كذا لو ادّعى المالك التفريط، فأنكروا.
[الثالثة: لو قطع الخيّاط ثوبا قباء]
الثالثة: لو قطع الخيّاط ثوبا قباء، (2) فقال المالك: أمرتك بقطعه قميصا، فالقول قول المالك مع يمينه. و قيل: قول الخيّاط. و الأوّل أشبه.
و لو أراد الخيّاط فتقه لم يكن له ذلك، إذا كانت الخيوط من الثوب أو من المالك. و لا أجرة له، لأنّه عمل لم يأذن فيه المالك.
بالتحالف هنا أيضا، لأن كلّ واحد منهما مدّع و منكر. و هو ضعيف [جدّا] [1].
قوله: «إذا ادّعى الصانع أو الملّاح. إلخ».
(1) القول بضمانهم مع عدم البيّنة هو المشهور، بل ادّعي عليه الإجماع.
و الروايات [2] مختلفة. و الأقوى أن القول قولهم مطلقا، لأنهم أمناء، و للأخبار الدالّة عليه [3]. و يمكن الجمع بينها و بين ما دلّ على الضمان بحمل تلك على ما لو فرّطوا أو أخّروا المتاع عن الوقت المشترط، كما دلّ عليه بعضها.
قوله: «لو قطع الخيّاط ثوبا قباء. إلخ».
(2) القولان للشيخ [4](رحمه اللّه)، و أقواهما ما اختاره المصنّف، لأنه منكر لما يدّعيه الخيّاط من التصرّف في ماله. و الخيّاط يدّعي الإذن في قطعه على الوجه الذي يزعمه، و الأصل عدمه. و يدّعي أيضا المسقط لضمانه بتصرّفه في مال الغير، و هو إذن المالك،