اسم الکتاب : مسالك الأفهام إلى تنقيح شرائع الإسلام المؤلف : الشهيد الثاني الجزء : 12 صفحة : 515
..........
و إلا فسائر البلاد كذلك، فلا تظهر فائدة التخصيص، و ظاهره عدم التملّك أيضا مطلقا.
لكن في الجميع قصور السند، و من ثمَّ ذهب أبو الصلاح [1] إلى جواز تملّكها بعد التعريف كغيرها.
و أما المصنف و غيره [2] ممّن فرّق بين القليل منها و الكثير في التملّك فاستند في الكثير إلى ما ذكرناه، و في القليل إلى الأدلّة العامّة. و هو أنسب.
و قد ظهر بذلك ضعف القول بالتحريم مطلقا و إن كان مشهورا، و قوّة جوازها للمنشد مطلقا. و يبقى الكلام في التملّك للقليل أو مطلقا، و مرجعه إلى الأدلّة العامّة، مع عدم ظهور المنافي في الخاصّة. و في التذكرة [3] ادّعى إجماع علمائنا على عدم جواز تملّك لقطة الحرم و أطلق. و لا يخفى فساد دعوى الإجماع، فقد عرفت أنه [4] و المصنف و جماعة [5] جوّزوا تملّك القليل، و أبو الصلاح [2] جوّز تملّك الكثير. و النظر إلى عدم قدحه في الإجماع قد تكرّر القول فيما فيه.
[1] راجع الكافي في الفقه: 350، فقد أطلق الحكم بتخيّر اللاقط- فيما يحلّ التقاطه- بين التصرّف فيه أو الصدقة أو العزل من دون تفصيل بين لقطة الحرم و غيره، و لم نجد له كلاما غير هذا في كتابي الحجّ و اللقطة.
[2] راجع الكافي في الفقه: 351، فقد أطلق الحكم بتخيّر اللاقط- فيما يحلّ التقاطه- بين التصرّف فيه أو الصدقة أو العزل من دون تفصيل بين لقطة الحرم و غيره، و لم نجد له كلاما غير هذا في كتابي الحجّ و اللقطة.