اسم الکتاب : مسالك الأفهام إلى تنقيح شرائع الإسلام المؤلف : الشهيد الثاني الجزء : 11 صفحة : 499
[الخامسة: لو نذر أضحيّة، فذبحها يوم النحر غيره، و لم ينو عن صاحبها، لم تجز عنه]
الخامسة: لو نذر أضحيّة، فذبحها (1) يوم النحر غيره، و لم ينو عن صاحبها، لم تجز عنه. و لو نوى عنه، أجزأته و إن لم يأمره.
يأخذ قيمته و لا يشتري بها عبدا آخر و يعتقه، لأن ملكه هناك لم يزل عنه، و مستحقّ العتق قد هلك بالقتل، و مستحقّوا الأضحيّة باقون.
و إن لم يجد بالقيمة أو الأرش ما يصلح للأضحيّة، فإن أمكن أن يشتري به شقصا من أضحيّة لزمه شراؤه و الذبح مع الشريك، و لا يجزي إخراج القيمة، كما لا يجزي إخراجها عن الأصل بدلا عن التضحية. فإن تعذّر ذلك اشترى به لحما و فرّقه على وجهها، لأنه أقرب إلى التضحية من تفرقة الدراهم. و لا يجزي اللحم مع إمكان الشركة في الحيّ، لأن إراقة الدم من جملة الحقّ المطلوب للّه تعالى فيها. و لو تعذّر جميع ذلك تصدّق بالعوض.
قوله: «لو نذر أضحيّة فذبحها. إلخ».
(1) إذا نذر الأضحيّة المعيّنة تعيّنت للذبح و التفرقة على وجهها. فإن ضلّت فوجدها غيره و ذبحها، أو ذبحها من غير ضلال، فإن نوى عن صاحبها أجزأت عنه، لما ذكرنا من تعيّنها، فوقع الذبح موقعه، فيأخذ صاحبها لحمها و يفرّقه. و إن لم ينوه عنه فقد أطلق المصنف و غيره [1] أنه لا يجزي. و هو مبنيّ على أن التعيين السابق لا يغني عن النّية عند الذبح، فلا يقع [هو] [2] موقعها. و على هذا فيلزم الذابح القيمة كما سلف.
و على تقدير وقوعها موقعها هل يجب على الذابح أرش ما نقص بالذبح؟
الأشهر العدم، لأنه لم يفوّت عليه شيئا مقصودا، بل خفّف عنه مئونة.