اسم الکتاب : مسالك الأفهام إلى تنقيح شرائع الإسلام المؤلف : الشهيد الثاني الجزء : 11 صفحة : 30
..........
و ربما قيل [1] بقبول تفسيره بما يكون من جنس ما يتموّل، لأنّ المال أعمّ من المتموّل، إذ كلّ متموّل مال و لا ينعكس.
و الأظهر الأول، لأنه و إن دخل في اسم المال إلّا أن قوله: «له عليّ» يقتضي ثبوت شيء في الذمّة، و ما لا يتموّل لا يثبت في الذمّة و إن حرم غصبه و وجب ردّه.
و لو فسّره بأحد الكلاب الأربعة قبل، لأنها مال متموّل عند من يجوّز بيعه.
و كذا الجرو القابل للتعليم.
و لا يقبل تفسيره بما لا يعدّ مالا و إن كان حقّا كردّ السلام و تسميت العاطس و العيادة، لأن ذلك لا يعدّ مالا و لا يثبت في الذمّة و إن استحقّ مرتكبها الإثم كترك ردّ السلام. و لو علّل المصنف عدم الاجتزاء بردّ السلام بعدم كونه مالا و الإقرار إنما كان بالمال لكان أظهر، و إنما يحسن تعليله بعدم ثبوته في الذمّة على تقدير أن يكون الإقرار بالشيء أو بالحقّ كما ذكره غيره [2].
و لو فسّره بوديعة قبل، لأنها مال يجب عليه ردّها عند الطلب، و قد يتعدّى فيها فتكون مضمونة. و قال بعضهم [1]: لا يقبل، لأنها في يده لا عليه. و لا يقبل بحقّ الشفعة، لأنه حقّ لا مال كردّ السلام و العيادة.
[1] راجع روضة الطالبين 4: 26، فقد حكم بذلك فيما إذا أقرّ بالشيء.