قوله
: «يستحب التفقه» لما كان من التجارة ما هو حرام ومكروه ، وما هو مباح ، كان التاجر محتاجا
الى معرفتها. ولما كانت المعرفة في الجملة حاصلة لأكثر الناس ، لظهورها وكثرة
تداولها بينهم ، وبعض أحكام التجارة دقيقا غير ظاهر مثل أحكام الربا وفساد بعض
العقود ، مع عدم حصول الملك في الفاسد ، قالوا : يستحب التفقه قبل التجارة ، أي
معرفة أحكام التجارة المتداولة مفصلا.
ويدل عليه
الاخبار مثل رواية الأصبغ بن نباتة قال : سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول على
المنبر : يا معشر التجار ، الفقه ثم المتجر. الفقه ثم المتجر ، الفقه ثم المتجر ،
والله للربا في هذه الأمة أخفى من دبيب النمل على الصفا ، شوبوا ايمانكم بالصدق ،
التاجر فاجر والفاجر في النار الا من أخذ الحق واعطى الحق [١].
ورواية طلحة بن
زيد عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام : من اتجر
بغير علم ارتطم في الربا ثم ارتطم قال : وكان أمير المؤمنين عليه السلام يقول لا
يقعدن في السوق الا من يعقل الشراء والبيع [٢].
يمكن كونه
إشارة الى عدم جواز معاملة السفيه.
[١] الوسائل ، كتاب
التجارة ، الباب (١) من أبواب آداب التجارة ، الحديث (١).