قال الشهيد
الثاني (رحمه الله) في شرح الشرائع : المراء لغة ، الجدل ، والمماراة ، المجادلة ،
والمراد به هنا المجادلة على أمر دنيوي أو ديني لمجرد إثبات الغلبة أو الفضيلة ،
كما يتفق لكثير من المسمّين بالعلم ، وهذا النوع محرّم في غير الاعتكاف وقد ورد
التأكيد في تحريمه في النصوص ، وإدخاله في محرمات الاعتكاف امّا بسبب عموم مفهومه
أو لزيادة تحريمه في هذه العبادة (انتهى).
كأنه [١] مأخوذ من تعريف الغزّالي [٢] : المراء طعنك في كلام الغير لإظهار خلل فيه لغير غرض
سوى تحقير قائله وإظهار مرتبتك (مزيتك ـ خ ل) عليه إلخ [٣] وفيها تأمّل يعلم ممّا تقدم وسيأتي فتأمل.
وفي الآدابيّة
: انه عبارة عن رد الحق (في موضع منها).
(وفي موضع آخر
: واعلم أن حقيقة المراء الاعتراض على كلام الغير بإظهار خلل فيه لفظا أو معنى أو
قصدا لغير غرض دينيّ أمر الله تعالى به ، وترك المراء يحصل بترك الإنكار والاعتراض
بكلّ كلام سمعه ، فان كان حقا وجب التصديق به
[٢] في الكنى ج ٢ ص
٤٥٠ : الغزّالي أبو حامد محمد بن محمد بن محمد بن احمد الملقب حجة الإسلام الطوسي
الفقيه الشافعي قيل لم يكن للطائفة الشافعيّة في آخر عصره مثله (الى ان قال) :
والغزّالي بفتح أوله وتشديد الزاي نسبة الى الغزّال حكى أنّ والده كان يغزل الصوف
ويبيعه في دكّانه (انتهى) وأشهر كتبه ما هو معروف ب (احياء العلوم) واختصره اخوه
احمد الغزّالي وسمّاه لبّ الاحياء ، وهذّبه المولى المحقق الكاشاني وسمّاه محجة
البيضاء في تهذيب الاحياء وقد شنّع على كتاب الاحياء أبو الفرج ابن الجوزي وقال :
قد جمعت أغلاط الاحياء وسمّيته اعلام الأحياء بأغلاط الاحياء قد أشرت الى بعض ذلك
في كتاب تلبيس إبليس (انتهى) وتوفي ١٤ ج ٢ سنة ٥٠٥ (مأخوذ من الكنى ج ٢ ص ٤٥٣)
[٣] عبارة الاحياء
هكذا : حدّ المراء كلّ اعتراض على كلام الغير بإظهار خلل فيه امّا في اللفظ واما
في المعنى وامّا في قصد المتكلم
اسم الکتاب : مجمع الفائدة والبرهان في شرح إرشاد الأذهان المؤلف : المحقق المقدّس الأردبيلي الجزء : 5 صفحة : 398