بالقلب وإظهار صدقه حيث يطلب منه وان كان باطلا ولم يكن متعلقا بأمور الدين
فاسكت عنه ما لم يتمحض النهي عن المنكر بشروطه إلخ [١].
والظاهر انه
أراد بيان المراء المحرّم المنهي عنه في الآية والاخبار.
وكأنه يريد (بما
أمر الله به) ما جوّزه الله ، والّا فقد علم ان من المراء ما هو جائز ، بل واجب
وانه قد يكون المماري محقا ، وانه لو قصد امرا دينيّا جائزا إظهاره ليس بمعاقب ،
وليس ذلك بمنهيّ عنه.
ومع ذلك لفظة (ديني)
أيضا كأنه غير مناسب ، إذ قد يبيّن الإنسان خلل كلام شخص لإظهار الحق فقط من حيث
هو هو.
ومثله كثيرا ما
يقع من اعتراض بعض العلماء على بعض العبارات ، ولا تعلّق له بالدين أصلا ، بأنه [٢] يجوز الأخصر منها (أو) إنّه قاصر عن المقصود (أو) غير
منطبق بقوانين العربيّة ، من غير أن يخيّل فيه المعنى الشرعي الديني ، بل في
المسائل التي لا دخل لها بالدين بوجه.
والظاهر أن لا
يكون ذلك محرّما ومراء حراما ، ولعل مقصوده واضح ، فتأمّل.
هذا وان كان
تطويلا خارجا عمّا نحن فيه في الجملة ، ولكن لما كان المقصود توضيح المقام فلا
يضرّ ، مع أنّ الله تعالى يعفو.
واما المناظرة [٣] الخالية من المفسدة مثل المراء وغيره فلا شك في جوازه ،
[١] منية المريد في
آداب المفيد والمستفيد (القسم الثاني في آدابها في درسهما) فقوله قده : (في
الآدابيّة) نقل بالمعنى يعنى آداب التعليم والتعلم