responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع الفائدة والبرهان في شرح إرشاد الأذهان المؤلف : المحقق المقدّس الأردبيلي    الجزء : 12  صفحة : 321

.................................................................................................

______________________________________________________

البحث الرابع : فيما تزول به العدالة

والظاهر أن لا خلاف في زوالها بارتكاب الكبيرة ، وأنه كذلك بالإصرار على الصغيرة فإنه كبيرة عندهم كما أشرنا إليه.

والظاهر أنها تعود بالتوبة والعمل الصالح في الجملة. وما يدلّ عليه من الآيات والأخبار [١] ، كثيرة ، بل لا يبعد كونه إجماعيا ، ولكنّ العمل الصالح غير معلوم.

فالمراد منه ـ في الظاهر ـ ما يطلق عليه عمل صالح ، مثل صلاة وصوم ، بل ذكر واستغفار ونحو ذلك ممّا يقال عليه شرعا أنه عمل صالح.

بل لا يبعد أن يكفي التوبة إذا علم كونها توبة وندامة وعدم العود على ذلك بوجه ، بأن يمضي زمان يمكن العود ولم يكن له مانع عن الذنوب وما ينقض التوبة فهي مع الاستمرار في الجملة ـ بحيث يتيقّن التوبة والإصرار عليه مدّة ـ هو العمل الصالح.

بل لا يبعد العود بمحض التوبة ـ وهي الندامة والعزم على عدم الفعل ـ لكون الذنب قبيحا ممنوعا شرعا وامتثالا لأمر الله ولم يكن غير ذلك مقصودا ، فيكون العمل الصالح تأكيدا لتحقّق التوبة وإصلاح النفس كما يظهر من تفسير [٢] قوله تعالى : «وَمَن تابَ وَأصلَح» [٣] ، لعموم قبول التوبة في الآيات والأخبار الكثيرة ،


[١] راجع الوسائل باب ٤٧ من أبواب جهاد النفس ، ج ١١ ص ٢٦٤.

[٢] في مجمع البيان ج ٤ طبع مصر ص ٤٧٦ ، عند قوله تعالى : (وَأَصْلَحَ) : أي رجع عن ذنبه ولم يصرّ على ما فعل وأصلح عمله).

[٣] ليس في القرآن المجيد آية بهذه العبارة ، بل الآية الشريفة هكذا «كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهالَةٍ ثُمَّ تابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ» ، الأنعام : ٥٤.

اسم الکتاب : مجمع الفائدة والبرهان في شرح إرشاد الأذهان المؤلف : المحقق المقدّس الأردبيلي    الجزء : 12  صفحة : 321
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست