اسم الکتاب : كتاب المكاسب (للشيخ الأنصاري) ط تراث الشيخ الأعظم المؤلف : الشيخ مرتضى الأنصاري الجزء : 4 صفحة : 346
رزقه، و كنت له من وراء تجارة كلّ تاجر، فتأتيه الدنيا و هي راغمة [1][2]. انتهى كلامه [3].
و أنت خبير بأنّ ما ذكره من كلام الشهيد (رحمه اللّه) و ما ذكره من الحديث القدسي لا ارتباط له بما ذكر من دفع التنافي بين أدلّة الطرفين؛ لأنّ ما ذكر [4] من التوكّل على اللّه و عدم ربط القلب بغيره [5] لا ينافي الاشتغال بالاكتساب؛ و لذا كان أمير المؤمنين (صلوات اللّه عليه) و على أخيه و زوجته و ولديه و ذرّيته جامعاً بين أعلى مراتب التوكّل و أشدّ مشاقّ الاكتساب، و هو الاستقاء لحائط اليهودي [6]، و ليس الشهيد أيضاً في مقام أنّ طلب العلم أفضل من التكسّب و إن كان أفضل، بل في مقام أنّ طالب العلم إذا اشتغل بتحصيل العلم فليكن منقطعاً عن الأسباب الظاهرة الموجودة غالباً لطلّاب العلوم من الوظائف المستمرّة
[1] كذا في المصدر، و لكن في النسخ: «زاعمة»، و قال المامقاني بعد أن أثبتها بالزاي و العين المهملة-: في نسخة من الحدائق و في الوسائل المصحّحة على خطّ المؤلف «راغمة» بالراء المهملة و العين المعجمة، و معنى الكلمة حينئذٍ: «ذليلة منقادة» (غاية الآمال: 478).
[2] في النسخ زيادة: «الحديث»، و الظاهر أنّه لا وجه لها، لأنّ الحديث مذكور بتمامه، راجع الكافي 2: 335، الحديث 2.