و أرسل الصدوق، [عن مسعدة] [1] عن الصادق (عليه السلام) «أنّه كان في المدينة بئر وسط مزبلة، فكانت الريح تهبّ و تلقي فيها القذر، و كان النبيّ (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) يتوضّأ منها» [2].
و موثّقة أبي بصير: «قلت لأبي عبد اللّه (عليه السلام): بئر يستقى منها و يتوضّأ به، و غسل به الثياب و عجن به ثمّ علم أنّه كان فيها ميّت؟ قال:
لا بأس لا يغسل منه الثوب و لا تعاد منه الصلاة» [3].
و موثّقة أبي أسامة، قال: «إذا وقع في البئر الطير و الدجاجة و الفأرة فانزح منها سبع دلاء. قلنا: فما تقول في صلاتنا و وضوئنا و ما أصاب ثيابنا؟ قال: لا بأس به» [4].
و «عن البئر يقع فيها زنبيل عذرة يابسة أو رطبة؟ قال: لا بأس إذا كان فيها ماء كثير» [5] فإنّ الكثرة العرفية غير معتبرة في الماء إجماعا، فهي للتحفّظ عن التغيّر و لم يثبت الحقيقة الشرعية في لفظ «الكثير» حتّى يكون الرواية دليلا للقول باعتبار الكرّية في البئر.
فهذه أخبار اثنا عشر بين صريح في المطلوب و ظاهر فيه، و لو قدّرت معارضة ظواهرها بظواهر [6] ما تقدّم من أخبار النجاسة كان الواجب على المصنف ترجيح هذه عليها.