اعلم، أنّ الأقوال في الكبائر مختلفة جدّا، و وردت أخبار كثيرة على أنّها «هي ما أوعد اللّه عليها النار» [2]، لكن يشكل أنّ كثيرا من أفراد المعاصي التي لم تعدّ من هذه أكبر- بحكم العقل المستقلّ- عند اللّه ممّا أوعد اللّه عليها النار، مثلا حبس المحصنة ليزني بها أحد أعظم عند اللّه من قذفها، و الدلالة على عورات المسلمين المفضية إلى قتلهم و أسرهم أعظم عند اللّه من الفرار من الزحف أو أكل مال اليتيم، و كذا سعاية المؤمن إلى الظالم المفضية إلى قتله أعظم من غيبته بما فيه، و هكذا.
اللّهم إلّا أن يقال: إنّ هذه كلّها من أكمل أفراد الظلم الذي أوعد اللّه
[1] العنوان منّا، و قوله: «اعلم .. إلخ» ورد في المخطوطة بصورة مستقلّة، يبدأ بأوّل الصفحة اليسرى من الورقة 194 و ينتهي بآخر الصفحة اليمنى من الورقة 195، و أورده ناسخا «ن» و «ج» هنا أيضا.
[2] انظر الوسائل 11: 250، الباب 45 من أبواب جهاد النفس، الحديث 5 و 6، و الصفحة 260، الباب 46 من أبواب جهاد النفس، الحديث 32، و 18: 288، الباب 41 من أبواب الشهادات، الحديث الأوّل.