الحالة النفسانية الغالبة على قوّتي الشهوة و الغضبية لا تبقى متّصفة بالبعث على ترك الكبيرة حينئذ، و قد عرفت أنّ المعتبر في الحالة المعبّر عنها بالملكة هو أن تكون متّصفة بصفة البعث على ترك الكبائر بالفعل بحيث لو فعل الكبيرة زالت الملكة المتّصفة لزوال وصفها.
لكن هذا مبنيّ على أنّ العدالة هو الملكة الباعثة على اجتناب الكبائر بوصف كونها كبائر، أمّا إذا قلنا بأنّها الملكة الباعثة على اجتناب ذوات المعاصي التي عدّها الشارع كبيرة فلا يمكن الحكم بالفسق على هذا الشخص، و إنّما يحكم بفسقه لو أتى بمعصية من الصغائر معتقدا أنّها المعصية التي من الكبائر مثل أنّه قتل مرتدّا فطريا اعتقد أنّه مسلم مؤمن.