عليه النار بقوله عزّ و جلّ إِنّا أَعْتَدْنا لِلظّالِمِينَ ناراً أَحاطَ بِهِمْ سُرادِقُها[1]، و قوله تعالى وَ لا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النّارُ[2] و حينئذ فتتّسع دائرة الكبائر.
و يمكن أن يقال: إنّ المراد بما ورد في الأخبار هي الكبائر النوعيّة، و هي التي توعّد بالنار على فعل نوعها، و غير هذه ليست كبائر بالنوع و إن كان قد يصير بعض أشخاصها كبيرة بل أكبر من بعض الكبائر النوعيّة، و لعلّه إلى هذا ينظر ما حكي عن بعض [3]، من أنّك إن أردت أن تعرف الفرق بين الكبيرة و الصغيرة فأعرض مفسدة الذنب على مفاسد الكبائر المنصوص عليها، فإن نقصت عن أقلّ مفاسدها فهي من الصغائر و إلّا فمن الكبائر.
ثمّ إنّ اختلاف الأخبار في عدد الكبائر محمول على اختلاف مراتبها، فحينئذ فكلّما ثبت بنصّ معتبر كون شيء كبيرة فيؤخذ به و لا يعارضه ترك ذكرها في نصّ آخر، و إلّا فإن كان بحسب العقل المستقلّ أقبح من إحدى الكبائر المنصوصة فهي أيضا كبيرة؛ لأنّ الظاهر أنّ اتّصاف الذنب بالكبيرة ليس إلّا من جهة عظمته و شدّة قبحه عند اللّه عزّ و جلّ، لا لأجل خصوصية مرتبة من القبح أو لخصوصية اخرى، فالظاهر أنّ مثل هذا أيضا قادح في العدالة؛ لعموم ما دلّ على اعتبار كفّ الجوارح عن المعاصي.
فإن قلت: إنّ الخارج من هذا العموم هي الصغيرة النفس الأمرية،