اسم الکتاب : الهداية في الأصول و الفروع المؤلف : الشيخ الصدوق الجزء : 1 صفحة : 224
و تقديمه على جملة من الرواة و تفضيله على كثير من الثقات مع خلوة من الطعن بالكلية و حاشاه من ذلك، مضافا إلى كثرة رواياته جدا.
و قد قالوا (عليهم السلام): اعرفوا منازل الرجال منا على قدر رواياتهم عنا [1] و غير ذلك.
و ثالثها: ما هو مأثور مشهور من ولادته ببركة دعاء صاحب الأمر (عليه السلام) و اعتناؤه و اهتمامه بالدعاء لأبيه بولادته و ما ورد في التوقيع إلى أبيه من الإمام (عليه السلام) مشهور [2] مع أنه رئيس المحدثين و قد صنف ثلاثمائة كتاب في الحديث و لو كان فاسقا و العياذ بالله لوجب التثبت عند خبره و قد شاركه في الدعاء و الثناء أخوه الحسين و قد صرحوا بتوثيقه و معلوم ان محمدا أجل قدرا في العلم و العمل، و أعظم رتبه في الفقه و الرواية من أخيه.
و رابعها: ما صرح به الشهيد الثاني في شرح دراية الحديث من توثيق جميع علمائنا المتأخرين عن زمان الشيخ محمد بن يعقوب الكليني (رحمه الله) إلى زمانه و المعاصرين له و مدحهم زيادة على التوثيق و قد دخل فيهم الصدوق و معلوم أن توثيق الشهيد الثاني مقبول.
قال في شرح الدراية في الباب الثاني: «تعرف العدالة» المعتبرة في الراوي «بتنصيص عدلين» عليها «أو بالاستفاضة» بأن تشتهر عدالته بين أهل النقل أو غيرهم من العلماء كمشايخنا السالفين من عهد الشيخ محمد بن يعقوب الكليني و ما بعده إلى زماننا هذا لا يحتاج أحد من هؤلاء المشايخ المذكورين المشهورين إلى تنصيص على تزكية و لا تنبيه على عدالة لما اشتهر في كل عصر من ثقتهم و ضبطهم و ورعهم زيادة على العدالة و انما يتوقف على التزكية غير هؤلاء من الرواة الذين لم