responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الهداية في الأصول و الفروع المؤلف : الشيخ الصدوق    الجزء : 1  صفحة : 138

منهجة في المناظرة و قوة استدلاله

لا شك في ان الشيخ الصدوق (رحمه الله) بما كان يتمتع به من قوة الحفظ، و إحاطة بآيات القرآن الكريم و الروايات، و ما كان عليه من علو درجة في الفقه و رواية الحديث و التأليف، و كفاءة في المحاورات و المناظرات، يأتي في عداد مشاهير علماء الإسلام بل هو أبرزهم.

ان الشهرة الواسعة التي نالها الشيخ الصدوق (رحمه الله) في الفقه و رواية الحديث جعلت من النادر أن يجري الحديث حول كفاءته في الاستدلال و قوة احتجاجه و تفوقه في المناظرات، كما ندر التطرق إلى منهجه في الاستدلال و اختيار طريقه و افحام الخصم، و جاذبية محاوراته، مما حدا بالبعض- مع اعترافهم بدرجته الفقهية و الروائية- إلى وصفه بمخالفة المنهج العقلي في الاستدلال، و كأنهم يرون أن أسلوب الاستدلال و المحاورة و الاحتجاج هو ما يكون وفقا لمسلك و مصطلحات الفلاسفة، و إذا سلك شخص طريق الأوليات و الفطريات و الوجدانيات في استدلاله و أراد بيان مطالبه و التفوق على خصمه في الاحتجاجات خارج اطار المصطلحات الخاصة، فإنهم لا يرون ذلك أسلوبا للاستدلال العقلي.

لقد كان الشيخ الصدوق (رحمه الله) يقتدي بالأنبياء و الأئمة المعصومين (عليهم السلام) في استدلالاته و محاوراته و مناظراته، و حيث انه لم يجد منطقا و استدلالا أفضل مما جاء به القرآن و الأحاديث فقد كان يعمد إلى اتباع أسلوبهما في الاستدلال و الأدلاء بدلوه مستلهما من منطق المعصومين (عليهم السلام) ما استطاع إلى ذلك سبيلا [1].


[1] على سبيل المثال: أن غالبية الأحاديث الواردة في كتاب التوحيد هي احتجاجات الإمام (عليه السلام) مع فحول الدهريين الذين عاصروه، و أفحمهم أو أذعنوا له.

اسم الکتاب : الهداية في الأصول و الفروع المؤلف : الشيخ الصدوق    الجزء : 1  صفحة : 138
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست