اسم الکتاب : الهداية في الأصول و الفروع المؤلف : الشيخ الصدوق الجزء : 1 صفحة : 139
ان الأسلوب المتين في الاستدلال الذي يتبعه القرآن الكريم و الأئمة المعصومون (عليهم السلام) بالإضافة إلى كونه منطقيا فإنه يطبع أثرا متميزا في روح الإنسان، و يسهل إدراكه من قبل عامة الناس، على العكس من الاستدلال و المحاورة المرتكزة على مصطلحات الفلاسفة التي لا يتيسر فهمها إلا لفئة محدودة من الناس.
فلم ينهمك الشيخ الصدوق (رحمه الله) على المصطلحات المنطقية و الفلسفية التي لا يستذوقها العامة من الناس، و لم يضيع الجوانب العلمية و البرهانية مما يؤدي إلى عدم إقبال العلماء عليه.
بناء على ذلك، و من خلال تصفح ما ورد في كتبه (رحمه الله) من مناظرات و استدلالات في مضمار العقائد، و كشفه للمعضلات على ضوء الأحاديث، يمكن القول انه (رحمه الله) لم يكن مجتهدا بارعا و محدثا لا نظير له فحسب، بل متكلم قدير يقف في طليعة علماء عصره.
و قد جمع الشيخ جعفر الدوريستي مناظرات الشيخ الصدوق (رحمه الله) في كتاب على عهده [1]، و ذكر النجاشي من جملة كتب الشيخ الصدوق (رحمه الله): ذكر المجلس الذي جرى له بين يدي ركن الدولة، ذكر مجلس آخر، ذكر مجلس ثالث، ذكر مجلس رابع، ذكر مجلس خامس [2].
و ورد في مقدمة كتاب معاني الأخبار بشأن محاوراته و رد شبهات المخالفين ما يلي:
«له مباحثات ضافية و جوابات شافية في مناصرة المذهب الحق و مناجزة