responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الذكرى المؤلف : الشهيد الأول    الجزء : 1  صفحة : 70
قضيت حاجتي أو وسط السوق ويكره الضحك بينها قال الصدوق قال رسول الله صلى الله عليه وآله ان الله كره لي ست خصال فكرهتهن للاوصياء من بعدي واتباعهم العبث في الصلوة والرفث في الصوم والمن بعد الصدقة واتيان المساجد أو التطلع في الدور والضحك بين القبور الخامسة يجوز الدفن ليلا لما مر في الصلوة وقد فعله النبي صلى الله عليه وآله بذي البحارين وصلى عليه وبفاطمة والحسنان بعلي ( ع ) والصحابة بالاولين وبعايشة وما روى أنه صلى الله عليه وآله زجر عن الدفن ليلا إلا لضرورة لا يمنع الجواز وغايته أن النهار افضل تكثيرا للمصلين والمترحمين وللتمكن من اتباع السنة في وظايفه نهارا السادسة اجمع العلماء على أنه لا يجوز أن يدفن في مقبرة المسلمين كافر لئلا يتأذى المسلمون بعذابه ولانها ان كانت وقفا ففيه اخراج فيه عن شرطه ولانه انسب بتعظيم المسلم وقد سبق استثناء الحامل من مسلم فعلى هذا لو دفن نبش ان كان في الوقف ولا يبالى بالمثلة فإنه لا حرمة له ولو كان في غيره امكن صرفا للاذى عن المسلمين ولانه كالمدفون في الارض المغصوبة البحث الثاني في التعزية وهي تفعلة من العزاء أي الصبر يقال عزيته فتعزا أي صبرته فتصبر والمراد بها طلب التسلي عن المصاب والتصبر على الحزن والاكتئاب بإسناد الامر إلى الله تعالى ونسبته إلى عدله وحكمته وذكر لقاءه وعد الله على الصبر مع الدعاء للميت والمصاب لتسليته عن مصيبته وهي مستحبة اجماعا ولا كراهة فيها بعد الدفن عندنا والدفن خاتمة امراه لا امر اهله وقد روى اسحق بن عمار عن الصادق ( ع ) قال ليس التفرقة إلا عند القبر ثم ينصرفون ولا يحدث في الميت حدث فيسمعون الصوت ويظهر من كلام ابن البراج لنا عموم قول النبي صلى الله عليه وآله من عزى مصابا فله مثل اجره رواه العامة ورواه الكليني بزيادة من غير أن ينتقص من اجر المصاب شئ عن وهب عن الصادق ( ع ) عن رسول الله صلى الله عليه وآله ( وعنه صح ) ما من مؤمن يعزي اخاه بمصيبته إلا كساه الله من حلل الكرامة رواه عمرو بن حزم عن ابيه عن جده وروى الكليني عن اسماعيل الجزرمي عن الصادق ( ع ) عن رسول الله صلى الله عليه وآله من عزى حزينا كسا في الموقف حلة يحيى بها وروى يجبر بها أي يستر وقال الصادق ( ع ) التعزية تورث الجنة وقال هشام بن الحكم رأيت الكاظم ( ع ) يعزي قبل الدفن وبعده وخبر اسحق ليس بصريح في كونه قبل الدفن ولو سلم حمل على تعزية خاصة كأقل التعزية كما قال الصادق ( ع ) كفاك من التعزية ان يراك صاحب المصيبة ولا تحمل على الافضل لان ابن ابي عمير ارسل عن الصادق ( ع ) التعزية لاهل المصيبة بعد ما يدفن وظاهره انها الكاملة ولان ابن بابويه روى عنه ( ع ) التعزية الواجبة بعد الدفن ومن ثم حكم الشيخ بافضليتها بعد الدفن وتبعه الفاضلان لاشتغال المعزى ( قبل دفنه صح ) بتجهيزه واشتداد جزعهم بعده بمفارقته ولا حد لزمانها عملا بالعموم نعم لو ادت التعزية إلى تجديد حسن قد نسي كان تركها أولى ويمكن القول بثلثة أيام لنقل الصدوق عن ابي جعفر ( ع ) يضع للميت مأتم ثلثة ايام من يوم مات ونقل ( عن الصادق ( ع ) صح ) ان النبي صلى الله عليه وآله امر فاطمة ( ع ) أن تأتى بنت عميس ونساؤها وأن تصنع لهم طعاما ثلثة ايام فجرت بذلك السنة قال وقال الصادق ( ع ) ليس لاحد ان يحد اكثر من ثلثة ايام الا المرأة على زوجها حتى تقضى عدتها قال واوصى أبو جعفر ( ع ) بثمان مأة درهم لمأتمه وكان يرى ذلك السنة لان رسول الله صلى الله عليه وآله امر باتخاذ طعام لآل جعفر ( ع ) وفي كل هذه ايماء إلى ذلك والشيخ أبو الصلاح قال من السنة تعزية اهله ثلثة أيام وحمل الطعام إليهم والشيخ في ط نقل الاجماع على كراهية الجلوس للتعزية يومين أو ثلثة أيام ورده ابن ادريس بأنه اجتماع وتزاور وانتصر المحقق ( بأنه صح ) لم ينقل من أحد من الصحابة والائمة الجلوس لذلك فاتخاذه مخالف لسنة السلف ولا يبلغ التحريم قلت الاخبار المذكورة مشعرة به فلا معنى لاغترام حجة التزاور وشهادة لاثبات مقدمة إلا أن يقال لا يلزم من عمل الماتم الجلوس للتعزية بل هو مقصور على الاهتمام بأمور اهل الميت لاشتغالهم بحزنهم لكن اللغة والعرف بخلافه قال الجوهري الماتم النساء يجتمعن قال وعند العامة المصيبة وقال غيره الماتم المناحة وهما مشعران بالاجتماع تنبيه الاجماع على استحباب اطعام اهل الميت لما سبق ويكره الاكل عندهم لقول الصادق ( ع ) الاكل عند أهل المصيبة من عمل الجاهلية نعم لو أوصى الميت بذلك نفذت وصيته لانه نوع من انواع البر ويلحقه ثوابه بعد موته ولكن لو فرض إلى غير اهله لكان انسب لاشتغالهم بمصابهم عن ذلك كما دل عليه الخبر وليقل المعزى ما قاله الصادق ( ع ) لقوم جبر الله وهنكم واحسن عزائكم ورحم موتاكم وعزا ( ع ) اخر بابن له فقال الله خير لابنك منك وثواب الله خير لك منه فلما بلغه شدة جزعه عاد إليه فقال له قد مات رسول الله صلى الله عليه وآله فمالك به اسوة فقال انه كان ( مرهقا صح ) ان يظن به السوء قال ان امامه ثلث خصال شهادة أن لا اله إلا الله ورحمة الله وشفاعة رسول الله فلن تفوتوا واحدة منهن انشاء الله تعالى وعن زين العابدين ( ع ) لما توفي رسول الله صلى الله عليه وآله سمعوا قائلا يقول ان في الله عزاه من كل مصيبة وخلفا من كل هالك ودركا مما فات فباالله فتقوا واياه فارجوا وإن المصاب من حرم الثواب البحث الثالث في البكاء وتوابعه وهو جايز اجماعا قبل خروج الروح وبعده لما روى ان النبي صلى الله عليه وآله قبل عثمان بن مظعون وهو ميت ورفع رأسه وعيناه تهرقان وفي صحيحي البخاري ومسلم عن انس على رسول الله صلى الله عليه وآله وابرهيم يجود بنفسه فجعلت عينا رسول الله صلى الله عليه وآله تذرفان فقال له عبد الرحمن بن عوف وأنت يا رسول الله وقال يا بن عوف انها رحمة ثم اتبعها بأخرى فقال ان العين تدمع والقلب يحزن ولا يقول إلا ما يرضى ربنا وإنا بفراقك يا ابرهيم لمحزونون وروى الكليني عن ابن القداح عن الصادق ( ع ) لما مات ابراهيم هملت عينا رسول الله صلى الله عليه وآله بالدموع ثم قال صلى الله عليه وآله تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول ما يسخط الرب وإنا بك يا ابرهيم لمحزونون وعن ابن عمر عاد النبي صلى الله عليه وآله سعد بن عبادة فوجده في غشية فبكى النبي صلى الله عليه وآله فلما رأى القوم بكاء النبي صلى الله عليه وآله بكوا فقال الا تسمعون ان الله لا يعذب بدمع العين ولا بحزن القلب ولكن يعذب بهذا واشار إلى لسانه أو يرحم وروينا عن الحرث بن يعلى بن مرة عن ابيه عن جده قال قبض رسول الله صلى الله عليه وآله فستر بثوب وعلي عند طرف ثوبه وقد وضع خديه على راحتيه والريح تضرب الثوب على وجه علي والناس على الباب وفي المسجد ينتحبون ويبكون قال الصدوق لما انصرف رسول الله صلى الله عليه وآله من وقعة أحد إلى المدينة سمع من كل دار قتل من اهلها قتيل نوحا وبكى ولم يسمع من دار حمزة عمه فقال ( ع ) لكن حمزة لا بواكي له فآلى اهل المدينة أن لا ينوحوا على ميت ولا يبكوه حتى يبدؤا الحمزة فينوحوا عليه ويبكوه فهم إلى اليوم على ذلك ولما مر من بكاء امير المؤمنين على فاطمة وعن الصادق ( ع ) من خاف على نفسه من وجد بمصيبة فليقض من دموعه فإنه ( يسن ؟ ) عنه وعنه ( ع ) ان النبي صلى الله عليه وآله حين جاءته وفاة جعفر بن ابي طالب ( ع ) وزيد بن حارثة ( رض ) كان إذا دخل بيته كثر بكاؤه عليها جدا ويقال كانا يحدثاني ويونساني فذهبا جميعا وروى الشيخ في يب


اسم الکتاب : الذكرى المؤلف : الشهيد الأول    الجزء : 1  صفحة : 70
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست