قال المحقّق: و يدفن إذا فرغ من رجمه و لا يجوز إهماله على حاله.
أقول: لا خلاف أصلا في وجوب دفن المرجوم بعد الفراغ عن رجمه، كما لا
خلاف أيضا في وجوب دفنه في مقابر المسلمين و ذلك لانّه مسلم فيكون كسائر أموات
المسلمين و لم يخرج بسبب معصيته و لا رجمه عن الإسلام فليس المستحق للرجم بكافر
كما انّ كثيرا ممّن يستحقّ القتل أيضا كذلك و منهم المسلم الذي ارتكب القتل فإنّه
يقتل و ليس بكافر الى غير ذلك من الموارد بل ربما يظهر من بعض الاخبار انّ حضوره و
تسليمه تجاه اقامة حكم اللَّه يوجب له اجرا عظيما و ربّما كان اللَّه سبحانه قد
غفر له بسبب اجراء الحدّ عليه و هو في حكم التوبة و ان كان لو تاب فيما بينه و بين
اللَّه تعالى لكان أفضل، لكن صبره على اجراء حكم اللَّه تعالى أمر عظيم جدّا و
مظنّة لمغفرة اللَّه سبحانه.
ففي رواية الجهنيّة لمّا أمر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و آله برجمها
فرجمت صلّى عليها فقال له عمر: تصلّى عليها يا رسول اللَّه و قد زنت؟ فقال ص: لقد
تابت توبة لو قسمت بين سبعين من أهل المدينة لو سعتهم، و هل وجدت أفضل من ان جادت
بنفسها للّه؟[1].
و في خبر العامرية لمّا رجموها فاقبل خالد بحجر فرمى رأسها فينضح
الدم على وجه خالد فسبّها فسمع النبي صلّى اللَّه عليه و آله سبّه ايّاها فقال:
مهلا يا