باعراض المشهور، و كلّما ازدادت ضعفا ازدادت
قوّة بعملهم و ذلك لانّ بناؤهم على العمل بالروايات، فاذا كانت الرواية في متناول
أيديهم و لم يحتمل في حقّهم عدم وصولها إليهم و مع ذلك لم يعملوا بها فان ذلك كاشف
عن شيء فيها، و قد خفي علينا، و يقلّ الاطمئنان بها [1].
ثم انّه كما لا تغريب على المرأة كذلك لا يجزّ رأسها بل الأمر في
جزّها أصعب، و ذلك لورود تلك الروايات الدّالة على النفي رجلا كان أو امرأة، في
حين انّه لم يرد رواية تدلّ على وجوب حلق رأس الزانية، فإنّ ما تعرّض لذكر الجزّ
روايتان و كلتاهما واردتان في الزاني دون الزانية حيث انّ السؤال فيهما عن بكر، أو
رجل قد تزوّج و قد زنى أو فجر قبل ان يدخل بها و هما رواية حنان و رواية علىّ بن
جعفر[1] و لذا قال
المحقّق:
و امّا المرأة فعليها الجلد مأة و لا تغريب عليها و لا جزّ.
الكلام في حدّ المملوك
هذا كلّه بالنسبة إلى الحرّ و امّا إذا كان الزاني مملوكا ف قال المحقّق: و المملوك يجلد خمسين محصنا كان أو غير محصن ذكرا
كان أو أنثى.
أقول: و سواء كان مسلما أو نصرانيا كما سترى ذلك في الروايات فليس
عليه الجزّ و لا التغريب و انّما يجلد خاصّة نصف حدّ الحرّ.
______________________________
[1] أقول: هذا مضافا الى إشكال آخر في الرواية و هو ما ذكره في كشف
اللثام الجلد 2 الصفحة 219 بقوله: خلافا للحسن لما مرّ من حسن محمّد بن قيس و ليس
نصّا في نفيها لجوازه ان يراد انّه عليه السّلام قضى فيما إذا زنى ببكر بجلد مأة و
نفى سنة الى غير مصرهما اى المصر الذي زنيا فيه و هو ليس صريحا في نفيهما فيجوز
اختصاصه به انتهى و تبعه في الرياض ج 2 الصفحة 472 فقال: مضافا الى ما قيل عليه
«الصحيح» من انّه ليس صريحا في تغريبها لجواز ان يراد انه (ع) قضى فيما إذا زنى
بكر ببكرة بجلد مأة و نفى سنة الى غير مصرهما اى المصر الذي زنيا فيه و هو ليس
صريحا في تغريبها فيجوز اختصاصه به.
[1] وسائل الشيعة الجلد 18 الباب 7 من أبواب حدّ
الزنا الحديث 7 و 8.