responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة المؤلف : البحراني، الشيخ يوسف    الجزء : 17  صفحة : 324

سأل رجل أبى بعد منصرفه من الموقف فقال: أ ترى يخيب الله هذا الخلق كله؟

فقال: أبى ما وقف بهذا الموقف أحد إلا غفر الله له مؤمنا كان أو كافرا ألا انهم في مغفرتهم على ثلاث منازل مؤمن غفر الله له ما تقدم من ذنبه و ما تأخروا عتقه من النار، و ذلك قوله عز و جل [1] «رَبَّنٰا آتِنٰا فِي الدُّنْيٰا حَسَنَةً، وَ فِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَ قِنٰا عَذٰابَ النّٰارِ أُولٰئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمّٰا كَسَبُوا وَ اللّٰهُ سَرِيعُ الْحِسٰابِ» و منهم من غفر الله له ما تقدم من ذنبه، و قيل له: أحسن فيما بقي من عمرك و ذلك قوله تعالى «فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلٰا إِثْمَ عَلَيْهِ، وَ مَنْ تَأَخَّرَ فَلٰا إِثْمَ عَلَيْهِ» يعنى من مات قبل أن يمضي فلا اثم عليه و من تأخر فلا اثم عليه- لمن اتقى الكبائر، و أما العامة فيقولون: فمن تعجل في يومين فلا اثم عليه، يعني في النفر الأول و من تأخر فلا اثم عليه يعنى لمن اتقى الصيد، أ فترى أن الصيد، يحرمه الله بعد ما أحله في قوله عز و جل [2] «وَ إِذٰا حَلَلْتُمْ فَاصْطٰادُوا» و في تفسير العامة معناه و إذا حللتم فاتقوا الصيد، و كافر وقف هذا الموقف زينة الحياة الدنيا غفر الله له ما تقدم من ذنبه ان تاب من الشرك فيما بقي من عمره، و ان لم يتب وفاه أجره، و لم يحرمه أجر هذا الموقف، و ذلك قوله عز و جل [3] «مَنْ كٰانَ يُرِيدُ الْحَيٰاةَ الدُّنْيٰا وَ زِينَتَهٰا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمٰالَهُمْ فِيهٰا وَ هُمْ فِيهٰا لٰا يُبْخَسُونَ أُولٰئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النّٰارُ وَ حَبِطَ مٰا صَنَعُوا فِيهٰا وَ بٰاطِلٌ مٰا كٰانُوا يَعْمَلُونَ».

إذا عرفت ذلك فتحقيق الكلام في المقام يقع في مواضع: أحدها من المقطوع به كلام الأصحاب (رضوان الله عليهم) أنه لا يجوز النفر في النفر الأول الا لمن اتقى الصيد و النساء في إحرامه، فلو جامع في إحرامه أو قتل صيدا و ان كفر عنه لم يجز له أن ينفر في النفر الأول، و وجب عليه المقام بمنى الى النفر الثاني.

و على ذلك تدل جملة من الاخبار المتقدمة منها صحيحة معاوية بن عمار


[1] سورة البقرة الآية 200 و 201.

[2] سورة المائدة الآية- 3.

[3] سورة الهود الآية 15 و 16.

اسم الکتاب : الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة المؤلف : البحراني، الشيخ يوسف    الجزء : 17  صفحة : 324
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست