responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البيع المؤلف : القديري، الشيخ محمد حسن    الجزء : 1  صفحة : 109

السالبة الموضوع ك «العنقاء ليس بأبيض»، فلا واقع لشي‌ء من طرفيها أصلًا، فضلًا عن النسبة بينهما، بل مفادها سلب تحقّق الشي‌ء في الأوّل، و سلب الوصف من باب سلب الموصوف في الثاني، ففرض وجود النسبة واقعاً خلاف الواقع، بل خلف.

و أمّا في الهليّات المركّبة ك «زيد ليس بقائم»، و القضايا الحمليّة المؤوّلة ك «زيد على السطح»، فسالبتها تمكن بوجهين:

أحدهما: أن تكون من باب سلب الموضوع، و قد ذكر حاله.

و ثانيهما: أن تكون سالبة محقّقة الموضوع، ففي ذلك لا واقع لأجزاء القضيّة إلّا لموضوعها، و أمّا المحمول أو النسبة فلا. و فرض وجودهما مضافاً إلى‌ أنّه خلاف الواقع خُلْف.

و لا يتوهّم: أنّ السلب أيضاً نسبة، فإنّ السلب نفي الهوهويّة في الأوّل و نفي النسبة في الثاني، فكيف يعقل أنّها نسبة؟! مضافاً إلى أنّ النسبة قائمة بالمنتسبين، و المفروض انتفاء أحدهما، بل لو فرض وجودهما تنقلب السالبة موجبة.

هذا حال القضيّة الواقعيّة، و أمّا المعقولة و الملفوظة فقد عرفت لزوم تطابقها و الواقع، فلا يمكن اشتمالها على النسبة، و أمّا الطرفان فيهما و إن كان لا واقع لشي‌ء منهما في الهليّات البسيطة و السوالب السالبة الموضوع، و لا واقع لأحدهما في السوالب المحقّقة الموضوع، لكنّهما مدركان في المعقولة و ملفوظان في اللفظيّة، لا للحكاية عن وجودهما خارجاً، بل لتعلّق السلب بهما للحكاية عن عدم التحقّق خارجاً موضوعاً و محمولًا فقط في الثاني‌ [1].


[1] قد عرفت ممّا ذكرنا سابقاً وجود الحكاية هنا أيضاً، فإنّ المحكيّ هو المفهوم مع قطع النظر عن الوجود، و السلب أيضاً متعلّق بذلك، و سلب التحقّق خارجاً، أو سلب الهوهويّة في الخارج، أو سلب النسبة في الخارج، يعلم من المقام بالمعنى المتقدّم.

نعم، لا ينبغي الإشكال في عدم اشتمال السالبة للنسبة، فإنّ نفي النسبة أو الهوهويّة مباين للنسبة، فلا يعقل كونها نسبة، إلّا أن يقال: إنّ سلب مفهوم عن مفهوم أيضاً نسبة، كالاتّحاد بينهما، لكنّ هذا مجرّد تعبير لا واقع له، و القياس مع الفارق، كما لا يخفى. المقرّر حفظه اللَّه.

اسم الکتاب : البيع المؤلف : القديري، الشيخ محمد حسن    الجزء : 1  صفحة : 109
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست