responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البيع المؤلف : القديري، الشيخ محمد حسن    الجزء : 1  صفحة : 106

الدليل على‌ فقد النسبة في القضايا الحملية الحقيقيّة

و الدليل على‌ ما ادّعينا من أنّ القضايا الحمليّة الحقيقيّة فاقدة للنسبة-: أنّ طرفيها متّحدان في الخارج بالضرورة، بل الحمل حقيقة عبارة عن الهوهويّة و الاتّحاد، و النسبة لا يعقل قيامها إلّا بالمنتسبين، فمع فرض الاتّحاد خارجاً و الحكم بالهوهويّة، كيف يعقل وجود النسبة خارجاً؟! بل ليس في الخارج إلّا شي‌ء واحد منتزع منه عنوانان: أحدهما موضوع، و الآخر محمول، و الحمل في طرف المباينة من النسبة؛ لما ذكرنا: من أنّ النسبة قائمة بالمنتسبين، و الحمل عبارة عن الهوهويّة، فالقول بوجود النسبة في القضايا الحمليّة خارجاً خلف و مناقضة، و لذلك ترى أنّه في أمثال هذا التركيب من القضايا «زيدٌ زيدٌ»، «الوجود موجود»، «اللَّه جلّ جلاله موجود أو عالم»، «زيد موجود»، لا يعقل وجود النسبة بين عقديها في الخارج، فإنّ الالتزام به موجب للالتزامِ بمغايرة الشي‌ء و نفسه، و الالتزامِ بأصالة الماهيّة، و الالتزامِ بزيادة الصفات عن البارئ، و الشرك تعالى‌ اللَّه عن ذلك علوّاً كبيراً، فليكن الأمر في الهليّات المركّبة مثل «زيدٌ قائمٌ» كذلك أيضاً بعين البيان.

هذا بحسب الخارج، و أمّا المعقولة و الملفوظة فهما حاكيتان عن الخارج، فوجود النسبة فيهما دون الخارج مستلزم لعدم تطابق الحاكي و المحكيّ، و هذا كبطلانه ظاهر.

و بعبارة اخرى‌: إنّ الحاجة إلى تفهيم الواقعيّات و تفهّمها اقتضت وضع الألفاظ لمداليلها، فلا بدّ من ملاحظة الواقع و ما هو المتكلّم بصدد بيانه؛ ففي مثل القيام لزيد الواقع هو الربط بين العرض و الجوهر القائم به، فهنا عارض و معروض و عروض كلّ منها مدلول لدالّ لفظيّ، و حيث إنّ هذا المقدار غير كافٍ للدلالة على‌ تصديق المتكلّم بالربط، و لذلك ترى عدم دلالة موضوع هذه الجملة «القيام لزيد

اسم الکتاب : البيع المؤلف : القديري، الشيخ محمد حسن    الجزء : 1  صفحة : 106
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست