اسم الکتاب : مشرق الشمسين و إكسير السعادتين مع تعليقات الخواجوئى المؤلف : الشيخ البهائي الجزء : 1 صفحة : 20
جماعة من فضلاء إخوان الدّين، و عظماء خلّان اليقين، الذين تكثرت في نشر العلوم الدّينيّة مساعيهم، و توفرت على إشاعة أحاديث أهل بيت النبوّة دواعيهم، قد التمسوا منّي مع قلّة بضاعتي و كثرة اضاعتي تأليف أصل يحتوي على خلاصة ما تضمّنته أصولنا الأربعة الّتي عليها المدار في هذه الأعصار، أعني: الكافي، و الفقيه، و التّهذيب، و الاستبصار، من الأحاديث الصّحيحة الواردة في الأحكام الشّرعية عن العترة الطّاهرة النّبوية، ليكون قانونا يرجع إليه
في طاعة، و هذا التعبير شائع في العرب و العجم، و منه قول العارف الشيرازي:
اين حديثم چه خوش آمد كه سحرگه مىگفت * * * بر در ميكدهاى با دف و نى ترسائى
گر مسلمانى همين است كه حافظ دارد * * * آه اگر از پس امروز بود فردائى
قوله: أصولنا الأربعة المشهور المذكور في الكتب أنّ أصحابنا الإماميّة صنّفوا من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى عهد أبي الحسن العسكري (عليه السلام) أربعمائة كتاب سمّوها الأصول، و كان عليها اعتمادهم.
ثمّ تداعت الحال الى ذهاب معظم تلك الأصول، و لخّصها جماعة في كتب خاصّة تقريبا على المتناول، و أحسن ما جمع منها هذه الأصول الأربعة، و لهذا كان عليها المدار في هذه الأعصار.
أعني: كتاب الكافي لمحمّد بن يعقوب الكليني، و التهذيب للشيخ أبي جعفر الطوسي، و لا يستغنى بأحدهما عن الآخر، لأنّ الأوّل أجمع لفنون الأحاديث، و الثاني أجمع للأحاديث المختصّة بالأحكام الشرعيّة.
و أمّا الإستبصار، فإنّه أخصّ من التهذيب غالبا، فيمكن الغناء عنه به.
و كتاب من لا يحضره الفقيه حسن أيضا، إلّا أنّه لا يخرج عن الكتابين غالبا.
و كيفما كان فأخبارنا ليست منحصرة فيها، إلّا أنّ ما خرج عنها قد صار الآن غير مضبوط، و لا يكلّف الفقيه بالبحث عنه.
اسم الکتاب : مشرق الشمسين و إكسير السعادتين مع تعليقات الخواجوئى المؤلف : الشيخ البهائي الجزء : 1 صفحة : 20