إن للحج منزلة عالية جدا و إن الذي يأتي بمناسكه يعود كالذي
ولدته أمه بنفس اليوم.
أول من نادى للحج
المنادي الأول و الداعي
لزيارة البيت الحرام، مركز الطائفين و العاكفين هو إبراهيم عليه السلام، الرجل
الذي حطم الأصنام قطعا متناثرة فَجَعَلَهُمْ جُذاذاً[1].
خرج نمرود و أتباعه يوما
من المدينة بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ[2] فأقسم إبراهيم على
تحطيم أصنافهم وَ تَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنامَكُمْ[3] فكانت عقوبته
الحرق في النار قالُوا حَرِّقُوهُ وَ انْصُرُوا آلِهَتَكُمْ[4] فأمر الله
تعالى النار بأن تكون عليه بردا و سلاما قُلْنا يا نارُ كُونِي بَرْداً وَ
سَلاماً عَلى إِبْراهِيمَ[5] و ترك إبراهيم
مركز التمدن و الثقافة آنذاك كلده ثم توجه إلى معبوده الحقيقي في شبه جزيرة العرب
فنزل في تلك الأرض اليابسة حيث لا ماء و لا طعام و شرع بتجديد بناء الكعبة المشرفة
و بمساعدة ولده إسماعيل عليه السلام إِذْ يَرْفَعُ إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ مِنَ
الْبَيْتِ وَ إِسْماعِيلُ رَبَّنا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ
الْعَلِيمُ[6] أمرهما الله جل
و علا بأن يقيما هذا البناء التوحيدي و يحافظا عليه من التلوث أيضا وَ إِذْ
جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثابَةً لِلنَّاسِ وَ أَمْناً وَ اتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ
إِبْراهِيمَ مُصَلًّى وَ عَهِدْنا إِلى إِبْراهِيمَ وَ إِسْماعِيلَ أَنْ طَهِّرا
بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَ الْعاكِفِينَ وَ الرُّكَّعِ السُّجُودِ[7]
أسلوب أئمة الإسلام
عليهم السلام في توضيح أحكام الحج
إن طريقة أولئك العظماء
يمكن تقسيمها في هذا المجال بموضوعين منفصلين جديرين بالذكر و الاهتمام: