1- التطبيق العملي: من هذه الناحية يمكن بيان السعي الجدي لكل
رجال الله و القادة الدينيين و الحقيقيين كان الناس بأنواع مختلفة من الترغيب و
التشجيع في أوقات متفاوتة و خصوصا في أيام حجة الإسلام ذي الحجة في مركز الوحي
الممتلئ بالناس، و الجميع متساوون و هم يهتفون طبقا لنداء إبراهيم عليه السلام
بصوت واحد و نداء واحد (لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك، لبيك) و حتى ينفذ صوت
التوحيد بهذه الواسطة ليعم أنحاء العالم.
إن تاريخ الإسلام مضيء
بقصص متنوعة ذات عبر أهداها لنا أولئك العظماء في إراداتهم الحج، فهذا الامام
الحسن المجتبى عليه السلام كما ينقل ابن شهرآشوب عن الامام الصادق عليه السلام قد
ذهب إلى البيت المشرف 25 مرة ماشيا على قدميه. و الإمام زين العابدين علي ابن
الحسين عليه السلام كما نقل الغزالي في كتاب أسرار الحج عن سفيان بن عيينة، بأنه
قد اصفر لونه المبارك في أيام الحج و ارتعش ثم سقط و لم يتمكن من القول لبيك و
حينما أفاق سئل فقال أخاف أن أجاب بلا لبيك ثم أغمي عليه و سقط من راحلته حين كبر،
و كانت تصيبه هذه الحالة دائما حتى ينتهي من الحج. و كانت تحدث للإمام الصادق عليه
السلام نفس الحالة، كما نقل مالك أحد أئمة المذاهب الأربعة. لقد كان كافة أئمة
الهدى يتعاملون مع الحج بنفس الطريقة و تنتابهم هذه الحالة.
2- توضيح و تفسير مسائل
و أحكام الحج: و بيان أهميته الخاصة بين كافة الأحكام، قال الامام الباقر عليه
السلام بني الإسلام على خمس: الصلاة و الزكاة و الحج و الصوم و الولاية[1] قال زرارة[2] قلت لأبي عبد
الله عليه