الخبر ( (سِبابُ المؤمن فسوق و قتاله كفر))
و يقوى جوازه في خصوص الظالمين و يُغتفَر للتقيّة و دفع المنكر و حفظه عن الضرر
إلى غير ذلك. و سبّ غير أهل الإيمان من المسلمين و المشركين من أفضل الطاعات
الموصلة إلى رضاء ربِّ العالمين.
مدح مستحق الذم
(و مدح من يستحق الذمّ) في الوجه المستحق عليه أو غيره حيث يترتب
الفساد عليه و قد يجب الذم له لردعٍ من منكر أو إحقاقِ حق أو إبطال باطل أو كشف
حال لدفع اشتباه الخلق فيحكموا بشهادته و يرغبوا بمعاملته و تُبذل له الأموال و
يُحمل على رءوس الرجال و يُرجع في الفتاوى إليه و الأحكام و يعدّ من العلماء بين
الأعوام و منه نشأ فساد الدين و تقديم الأذناب على عترة خاتم النبيين مع إنّه ربما
دخل في الكذب حكماً لاشتماله على الإغراء بالجهل الذي حَكَم بقبحه الشرع و العقل،
و أما حرمته للذات صدقاً أو مع قيام القرينة على المبالغات فلم يقم عليه برهان و
لم يزل يصدر من جميع الأعيان و لا سيما إذا تعلّق به غرض لبعض أهل الرتب الدينية
أو دفع لبعض المظالم عن المظلومين من الرعية أو دفع لبعض المفاسد إلى غير ذلك من
الفوائد و هذه عادة العلماء مع الأمراء خصوصاً من كانوا من أهل الحق و لو إنهم من
شرار الخلق و من أخذ جائزةً على مدحه مع حرمته أو نال فائدة منه فقد أخذ الحرام و
دخل في زمرة أهل الآثام. (و) أمّا ما كان (بالعكس) فتحريمه بيّنٌ كلَّ البيان
غنيٌّ عن إقامة البرهان إلّا أن يكون لخوف على المذموم من أضداده أو معانديه و
حسّاده أو على الذام خوفاً من النسبة إلى محبّته