responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسالات ولائية المؤلف : العلوي، السيد عادل    الجزء : 1  صفحة : 6

خُلقنا للأكل والشرب والتزوّد من الملذّات الدنيويّة، وأنّ السعيد من حاز على نصيب أوفر منها. فإنّهم لم يؤمنوا بالمعاد وبحياة اُخرى، كما قال الله تعالى في كتابه الكريم عن لسانهم:

{وَقَالُوا مَا هِي إلاّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إلاّ الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْم إنْ هُمْ إلاّ يَظُنُّونَ}[1].

{وَالَّذينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأكُلُونَ كَمَا تَأكُلُ الأنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوَىً لَهُمْ}[2].

ومنهم من يجيب أنّه خُلقنا للشقاء، فإنّ الحياة كلّها شقاء ونصب وتعب، ومنهم من يقول: خُلِق بعضنا للسعادة والبعض الآخر للشقاء، وهذا رأي الأشاعرة. وهذا كلّه من الجهل والرجم بالغيب. وقال بعض المتكلّمين: إنّ التكليف من الله سبحانه هو وجه الحكمة الذي لأجله حسن من الله تعالى خلق العالم بما فيه من إنسان وحيوان ونبات وجماد، فالله سبحانه خلق كلّ شيء للإنسان وخلق الإنسان ليكلّفه ثم يُثيبه، فإنّ الثواب هو العطاء الاستحقاقي والنفع المستحقّ على الله تعالى على سبيل التعظيم والإجلال ولا يكون إلاّ للمكلّفين، كثمرة التكليف حسب استحقاقهم ذلك. وقال بعضهم: خلق الله الخلق لأنّ الأمر أمره، والملك ملكه، ولا ينفعهم ولا يضرّهم، ولا لوجه يخرج به عن كونه عبثاً. وقال آخر: خلق الله الخلق لإظهار قدرته وقوّته، فبعض الخلق للنار، وبعض للجنّة. وذهب بعض الحكماء: إلى أنّ الخلق لا لغرض أعلى من صدوره لغرض، لما فيه من احتمال النقص لو صدر لغرض. وعند بعض الفلاسفة خلاف ذلك بأنّ الخلق لا لغرض هو الذي يدلّ على النقص.


[1] الجاثية: 24.

[2] محمّد: 12.

اسم الکتاب : رسالات ولائية المؤلف : العلوي، السيد عادل    الجزء : 1  صفحة : 6
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست