responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : يوم الخلاص في ظل القائم المهدي عليه السلام المؤلف : كامل سليمان    الجزء : 1  صفحة : 83

فأكببت ألثم كل جارحة منه، فقال:

-مرحبا بك يا أبا إسحاق، حيّاك اللّه. ما فعلت بالعلامة [1] التي بينك و بين أبي محمد الحسن بن عليّ عليه السّلام؟. فقلت معي. فقال: أخرجها. فأدخلت يدي في جيبي فاستخرجتها، فلمّا أن رآها لم يتمالك أن تغرغرت عيناه، و بكى منتحبا حتل بلّ أطماره، ثم قال مخاطبا الخاتم: بأبي يد طالما جلت فيها..

أذن لك يا ابن المازيار. سر إلى شعب رحلك، و كن على أهبة من أمرك‌ [2] .

(و روي هذا الحديث عن ولده: علي بن ابراهيم بن مهزيار أيضا في بعض المصادر، و ذكر أنه رآه في المطاف حول الكعبة و طلب منه العلامة المذكورة سابقا.. فما أجمل ما وصفه به هذا الرجل الجليل حين أورد التشبيه اللطيف لما كان على جسمه الشريف من العرق من حرّ الحجاز و هو في حال الإحرام، حين أصابه ألم هواء الحجاز فلوّح لون جسده، ثم انكسر تلويحه على لون الحمرة البادي من جسمه فبدا كأقحوانة أرجوانة-حمراء-تفتن البصر!.

و قد رآه ابراهيم بن مهزيار مرة أخرى، و قال عنه في حديث طويل: )

-.. فلمّا أن رأيته بدرته بالسلام، فردّ عليّ أحسن ما سلّمت عليه، و شافهني، و سألني عن أهل العراق، فقلت: سيدي: لبسوا جلباب الذلّة و هم بين قوم أذلاّء. فقال لي: يا ابن مهزيار، لتملكونهم كما ملكوكم و هم يومئذ أذلاّء! فقلت: يا سيدي، لقد بعد الوطن، و طال المطلب!. فقال: يا ابن مهزيار، أبي، أبو محمد، عهد إليّ أن لا أجاور قوما غضب اللّه عليهم، و لهم الخزي في الدنيا و الآخرة، و لهم عذاب أليم. و أمرني أن لا أسكن من الجبال إلاّ وعرها و لا من البلاد إلاّ قفرها.. و اللّه، مولاكم أظهر التقية، فوكلها بي، فأنا في التقية إلى يوم يؤذن لي فأخرج‌ [3] ..


[1] لعلامة هي خاتم أعطاه الإمام العسكري عليه السّلام لابن مهزيار، مكتوب عليه: يا اللّه، يا محمد، يا عليّ. و الخبر في الغيبة للطوسي ص 159 إلى 161 و البحار ج 52 ص 44 و منتخب الأثر ص 363 و 372 و بشارة الإسلام ص 171-172 و إلزام الناصب ص 107-108 و ينابيع المودة ج 3 ص 127-128 باختلاف يسير و تفصيل.

[2] منتخب الأثر ص 364 و البحار ج 52 ص 11-12 و ص 32-33.

[3] الغيبة للطوسي ص 161 و البحار ج 52 ص 12 و إلزام الناصب ص 108.

اسم الکتاب : يوم الخلاص في ظل القائم المهدي عليه السلام المؤلف : كامل سليمان    الجزء : 1  صفحة : 83
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست