فهو يدل على نفسه بنفسه.. لم تؤثّر عوامل تعاقب الزمان في بنيته الشريفة، فيخرج على الناس كما قال جدّه و آباؤه صلوات اللّه عليهم: عليه جلابيب النور تتوقد بشعاع القدس، فيكون رحمة للمؤمنين، و عذابا على الكافرين، ينجي اللّه به من الضلالة، و يبرىء من العمى، و يشفي من المرض، و يكون منصورا بالرعب، مؤيّدا بالنصر. قد فتح اللّه تعالى بمحمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ثم يختم به..
.. بيده عصا موسى التي تصنع العجائب و تفلق البحر، و خاتم سليمان، و تابوت السكينة الذي يفعل ما لا تفعله القنابل الهيدروجينية، و بيده جملة مواريث الأنبياء!!!.. و هو-بعد-أكثر الناس علما و حلما [2] ..
لأن: الأئمة أحلم الناس صغارا، و أعلمهم كبارا، لا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم [3] .
و اللّه القادر على أن يجمع في الصبيّ كل شروط الرسالة من وعي و استيعاب و تبليغ فصيح كما فعل بيحيى و عيسى عليهما السّلام و هما في المهد، قادر على أن يجعل للقائم بالعدل أكثر مما ذكرناه يا أولي الألباب!.
هذا و قد عرّف الإمام الرضا عليه السّلام إمام الناس بحديث طويل مرّ شيء منه، و هذا شيء: -.. يكون أعلم الناس، و أحكم الناس، و أتقى الناس، و أحلم الناس، و أسخى الناس، و أعبد الناس.. و يرى من خلفه كما يرى من بين يديه، و لا يكون له ظلّ.. و تنام عيناه و لا ينام قلبه، و يكون محدّثا.. و تكون رائحته أطيب من رائحة المسك.. و يكون دعاؤه مستجابا حتى أنّه لو دعا على صخرة لانشقّت بنصفين. إلخ.. [4] ..
[1] الغيبة للطوسي ص 205 و بشارة الإسلام ص 88 و منتخب الأثر ص 258 و نهاية الخبر تأتي في هذا الكتاب مع جميع مصادره إن شاء اللّه تعالى.
[2] إلزام الناصب ص 73 و ينابيع المودة ج 3 ص 53 و المهدي ص 74 آخره.
[3] ينابيع المودة ج 3 ص 170 و في بشارة الإسلام ص 189: أعلمهم علما، و أقدمهم سلما، و أوقرهم حلما، و غاية المرام ص 707.