responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : يوم الخلاص في ظل القائم المهدي عليه السلام المؤلف : كامل سليمان    الجزء : 1  صفحة : 596

أعطيتم الولاية لغير أهلها صافية، و سينتقم اللّه ممّن وضعها في غير محلّها، و سينتهي أمر بني أميّة بعد ذلك العهد إلى الأبد!. )

قال الإمام زين العابدين عليه السّلام:

-إنّ أمر القائم حتم من اللّه، و أمر السفيانيّ حتم من اللّه، و لا يكون قائم إلاّ بسفياني. [1] (و لو لا أن الأئمة مكلّفون بقول كلمة الحق لتأثيل العقيدة الإسلامية الصحيحة في أذهان الناس، لما نبس زين العابدين عليه السّلام ببنت شفة في هذا الموضوع، بسبب الضّيق الخانق الذي كان يفرضه العهد اليزيديّ عليه خاصة و على دعاة الحق و أهله.. فكيف بمن يتكلّم عن واحد من السفيانيين في عهد يزيد؟!!

و لكن الكلمة الكبيرة لا تقاس بعدد ألفاظها و تعدّد حروفها.. و إنما تكون كبيرة بالمعاني التي يحمّلها قائلها للألفاظ.

فالحتم.. يعني الإبرام.. أي الذي لا يبدو للّه عزّ و جلّ فيه بدوّ من تغيير أو محو لمصلحة من المصالح.. فهو: «كائن» يقع في وقته المقدّر له. لا يحول دون حذر بعد أن قضاه اللّه و حتمه في القدر!. هو كالموت.. لكل كائن حي!.

و كما أن اللّه برأ الشمس منيرة، و القمر مستمدّ نور، فلا هو يكون منيرا و لا هي تصير مستمدة نور، فكذلك لا يتمكّن السفيانيّ إلا أن يكون السفيانيّ الذي نصّت عليه هذه الأخبار، حتى و لو رآها، و اقتنع هو نفسه بها و علم أنها تنعته بالكفر و الخزي و المروق!. إذ سبق في علم اللّه تعالى أن السفيانيّ يختار لنفسه ذلك و يشاؤه.

فشاءه له اللّه!.

و الحتم.. واقع، كما شاءه اللّه إن عاجلا أو آجلا.. بل هو بمنزلة «ما كان» و رؤي في العيان.. و إن لم يكن قد جاء حينه..

هذا شي‌ء من الحتم الذي حمّل زين العابدين عليه السّلام معناه للألفاظ القليلة التي رواها عن جدّه الأعلى صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ليؤدي واجبه.. ثم قال عليه السّلام في حديث له: )


[1] البحار ج 52 ص 182.

اسم الکتاب : يوم الخلاص في ظل القائم المهدي عليه السلام المؤلف : كامل سليمان    الجزء : 1  صفحة : 596
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست