يقلّ الورع، و يكثر الطمع، و يرى المؤمن صامتا لا يقبل قوله، و الكاذب يكذب و لا يردّ عليه كذبه، و الفاسق يمتدح بالفسق لا يردّ عليه قوله [2] .. (فقد جمع الباقر عليه السّلام من مزايا عصرنا فأوعى في كلمات قليلة تصطمّ آذاننا عن سماعها بله نفاذها إلى قلوبنا..
و قد روي أنه عليه السّلام قال: )
-يتغيّر أهل الزمان حتى يعيدوا الأوثان، و يبتلى المؤمنون، و تولد الشكوك في القلوب، و تخلع ربقة الدين من الأعناق!. و هذا هو الذي كان.. و من لم يظهر وثنه فوثنه في قلبه يوجّه سلوكه و إن كان لا يبدو للعيان. فوثنيّة العقيدة، و وثنيّة الجنس، و وثنيّة الأولاد، و وثنيّة المال و وثنيّات غيرها و غيرها لا يحصيها عدّ و لا حسبان نتمرّغ فيها غير راهبين.. ) .
قال الإمام الصادق عليه السّلام:
-و رأيت أصحاب الأديان يحتقرون، و يحتقر من يحبّهم [3] . (و التعليق على هذا لا يزيد واقع المتديّنين إيضاحا، فهم اليوم محتقرون يستحقّون الشفقة.. ثم قال عليه السّلام: )
-و رأيت الحدود قد عطّلت، و عمل فيها بالأهواء [4] . (و قال في حديث طويل: )
-... و رأيت المؤمن محزونا محتقرا ذليلا، و رأيت البدع و الزنا قد ظهر،
[1] منتخب الأثر ص 484 و بشارة الإسلام ص 41 و صحيح مسلم ج 1 ص 91 باختلاف يسير، و الإمام المهدي ص 11-12.
[2] انظر البحار ج 52 ص 256 و بشارة الإسلام ص 23 و ص 132-135 بتفصيل، و إلزام الناصب ص 181.