responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : يوم الخلاص في ظل القائم المهدي عليه السلام المؤلف : كامل سليمان    الجزء : 1  صفحة : 424

ممتعة تعيشها، و لكنّ الناس يتركون دينهم-بنفس عزيمة المرأة من الرضى و الاختيار- راغبين عنه إلى لا شي‌ء سواه.. بلا لذّة و لا استمتاع، بل ذهابا مع الشيطان و في سبيل معصية الرحمان!. ثم روي أنه قال عليه السّلام: ) إذا درج الدارجون، و قلّ المؤمنون، و ذهب المجلبون) : أي رافعو الصوت بالنكير على مرتكبي المعاصي.

و قد استعمل أمير المؤمنين عليه السّلام لفظة: الدارج، التي هي من ألفاظ عصرنا المميّزة التي عاشت بعده بألف و ثلاثمئة و خمسين سنة. فنحن مع الدارج.. و نساؤنا و شبابنا و أطفالنا مع الدارج في جميع مجالات العيش و السلوك.. ثم نفذت بصيرته إلى ما هو أبعد من هذا، و ألصق بحياتنا من اللفظة و الكلام، فقال عليه السّلام: )

-.. و ضيّعت الصلوات، و عوصرت السماوات، فحينئذ تكون السنة كالشهر، و الشهر كالأسبوع، و الأسبوع كاليوم، و اليوم كالساعة [1] !. (فقد عوصرت السماوات: و نحن الآن نساير تقدّم العلم، و نعيش عصرا فضائيّا أصبحت فيه الكواكب بمتناول أيدينا، و عصر سرعة بعض وسائله الطائرة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، و الصاروخ الذي يخجل الإنسان أن يذكر رقم سرعته في الساعة لأنها لا تكاد تصدّق، و الأقمار الصناعية الدائرة كالأفلاك حول الأرض.. فكيف تكون معاصرة السماوات إذا لم تكن كذلك؟

نعم، و قد أصبحنا نقطع مسيرة اليوم في ساعة بالسيارة، و مسيرة الشهر في ساعة بالطائرة، و مسيرة السنة في أقلّ و أقلّ من ساعة في الصاروخ الذي يحمل المراكب الفضائية.. و لم يبق من وزن للوقت في زماننا، لأننا لا نحسّ بالمشقّات، بل نتمكّن أن نقبل دعوة للغداء في فرنسا و لو كنّا صباحا في لبنان، و لا نرفض حضور زفاف يجري مساء في طهران و لو كنا ظهرا في بريطانيا..

فجلّت بديهتك يا أبا الحسن.. يا من هو باب مدينة علم النبيّ الذي علمه من علم اللّه!.

ثم قال أمير المؤمنين عليه السّلام مهوّنا الأمر على من عنده بقيّة من دين: )

-لتملأنّ الأرض ظلما و جورا، حتى لا يقول أحد: اللّه، إلاّ مستخفيا. ثم


[1] إلزام الناصب ص 194 و بشارة الإسلام ص 75.

اسم الکتاب : يوم الخلاص في ظل القائم المهدي عليه السلام المؤلف : كامل سليمان    الجزء : 1  صفحة : 424
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست