responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : يوم الخلاص في ظل القائم المهدي عليه السلام المؤلف : كامل سليمان    الجزء : 1  صفحة : 400

فلا يستحوذنّ علينا شيطان الوهم فيصوّر لنا النبيّ، أو وصيه، متربّعا كلّ صباح على باب داره يقرأ مزاميره على كل جليس أو عابر سبيل، يتصيّد الناس من هنا و من هناك.. لا، فإن أحدا منهم لم يدخل عليه أحد إلاّ بإذن، و لم يحدّث بما ليس ضروريّا، و لا قال إلاّ ما هو مأمور به، ليلقي الضوء أمام من أراد أن يكون على هدى من ربّه و بصيرة من إيمانه. و قد دأبوا على تأثيل عقيدة تبرمج حياة الأفراد و الجماعات، و تنظّم شؤون المعاش و المعاد، و أعطوا كامل وقتهم لإتمام واجبهم المحتّم من اللّه بالرغم مما تحمّلوا من الأذى و النّفاق!.

و لو لا أننا لمسنا صدق ما قالوا في كل موضوع، حتى لكأنهم كانوا يرون الأحداث و يعيشونها، لكنّا نستهزى‌ء بقولهم و نقف منهم في صفّ المعاندين. و لكنّنا رأيناهم يتحدّثون عنّا كمن يحيا معنا، فيصفون مظاهر حياتنا بدقّة مدهشة تجعل الإنسان يعجب منها لما يفصلهم عنّا من زمان و مكان، فآمنّا بصدق ما جاؤوا به، و اعتقدنا بأنه صادر عن ربّهم، و أنه ليس تنجيما من منجّمين، و لا قراءة ضمير من مشعوذين!.

و ها إنّ نبيّنا صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يلقي كلمته إلى العالمين عبر الأمصار و الأعصار، يصف بها أهل الفتيا من علماء أمّته في آخر الزمان، و أهل الأمر و النهي في الحكم، فتكون كلمة حقّ لا يحتمل جدلا و لا مناقشة، لأن صلاح الناس بصلاح الحاكم في حياتهم الدنيا، و صلاحهم بصلاح العالم في حياتهم الأخرى بلا نزاع.. و قد كان اللّه تعالى يطلعه على مثل هذه الأمور، فينقلها إلينا كما قدّرها ربّه، فيأتي نقلها مأخوذا بريشة توضح المعالم و تبرز الظّلال و الأنوار.. و قد كرّر هذا المعنى في جملة أحاديث، و في جملة مناسبات، ليجنّب أمّته مفاتن الحياة و مزالقها.. و قد قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم مرّة: )

-أخاف على أمتي أئمّة مضلّين‌ [1] .. (يعني قادة الأمة و سادتها من أهل الدنيا و الدين.. ثم قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: )

-ينزل بأمتي في آخر الزمان بلاء شديد من سلطانهم لم يسمع ببلاء أشدّ منه، حتى تضيق عليهم الأرض الرّحبة، و حتى لا يجد الرجل منهم ملجأ يلتجى‌ء إليه من


[1] نهج الفصاحة ج 2 ص 472.

اسم الکتاب : يوم الخلاص في ظل القائم المهدي عليه السلام المؤلف : كامل سليمان    الجزء : 1  صفحة : 400
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست